أكدت الصين في مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، أن مبادرة «بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، تستهدف عقد شراكة استراتيجية مع الدول العربية نظراً إلى موقعها الاستراتيجي في العالم، وهذا يعني بإجماع الجانبين العربي والصيني «عدم اقتصار العلاقات على التبادل التجاري فقط بل التوسع إلى مجالات الاستثمارات المشتركة في كل القطاعات الخدمية والإنتاجية». وأعلنت المستشارة التجارية الصينية في لبنان زانغ فانغلينغ، الاتجاه إلى «تأسيس صندوق طريق الحرير إلى جانب صناديق عربية سيادية» و «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» للمساهمة في تمويل هذا المشروع وتطويره، لأن «المكاسب ستعود إلى الجانبين». وفي مقابل هذا الاهتمام الصيني، يبقى على العالم العربي تلقّف هذه المبادرة والعمل بجدية على مستوى القطاعين العام والخاص للإستفادة من الفرص الواعدة التي تمنحها. وأكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، الذي رعى افتتاح الدورة السادسة للمؤتمر والدورة الرابعة ل «ندوة الاستثمار» بعنوان «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير» في فندق «فينيسيا» في بيروت، أن لبنان «يعتزم أيضاً الانضمام كعضو فاعل إلى «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» الذي سيلعب دوراً رئيساً في الهندسة المالية للمشاريع الكبرى على طول طريق الحرير». (راجع صفحة 7 ). ودلّت المشاركة الكثيفة في المؤتمر والتي تمثلت بحضور 300 شخصيّة صينيّة ومؤسسات تجاريّة وصناعيّة وماليّة ورجال أعمال ومستثمرين، و400 شخصيّة رسميّة قياديّة لبنانيّة وعربيّة رفيعة، على اهتمام الصين بالعالم العربي وبلبنان وبدوره في المنطقة العربيّة. وأعلن نائب رئيس المؤتمر الشعبي الصيني وانغ زيغواي، أن من شأن «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي طرحه الرئيس الصيني أن يعزز العلاقات التي طالما جمعت الصين مع البلدان العربيّة على مرّ العصور». لذا دعا هذه الدول إلى أن «تكون شريكاً استراتيجياً في هذا المشروع»، مشيراً إلى أن الصين «شريك استراتيجي للبلدان العربيّة والعكس صحيح». وشدد على «تطوير العلاقات إلى مستويات أوسع، علماً أنّ التبادل الاقتصادي والتجاري تطوّر في شكل ملحوظ في السنوات الماضية». وأمل في أن «يتواصل التطوّر لما فيه من مصلحة مشتركة»، موضحاً أنّ الصين «تعمل على فتح الأسواق أمام المنتجات العربيّة». ولتطوير هذه العلاقات اقترح «دعم التعاون في قطاع الطاقة، ورفع مستوى الاستثمارات وهذه مهمّة رجال الأعمال العرب والصينيين، ودعم التواصل في مجال البنى التحتيّة وتحسين آليات التبادل». واعتبر الرئيس الفخري للإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصّار، أنّ «الأهمية الاستثنائية لهذا المؤتمر تكمن في عقده في بيروت وفي مناسبة مرور 60 عاماً على توقيع الاتفاق التجاري الأول بين لبنانوالصين عام 1955». وأكد أن المؤتمر «يكتسب أهمية تاريخية لما يجسده شعاره «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير»، من طموحات تستهدف إحياء طريق الحرير القديم والارتقاء به وتوسيعه براً وبحراً إلى مستوى حداثة القرن ال 21، لأنّ من شأن ذلك أن يعزز الآمال ويفتح الأبواب على مصراعيها لآفاق جديدة من التعاون الاقتصادي الاستراتيجي والمنافع المشتركة الكبيرة، وتحديداً بين الصين والعالم العربي». ورأى أنّ لبنان «سيحتل في هذا الإطار موقعاً مميزاً باعتباره نقطة التقاطع لخطوط الحزام البرية والبحرية لطريق الحرير الجديد». وأمل سفير الصين في لبنان جيانغ جيانغ، في الخروج بتوصيات «تعزز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري». وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ممثلاً بمدير إدارة العلاقات الاقتصادية ثامر العاني، على «أهميّة مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، التي جاءت لتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول المطلّة على حزام الطريق». واعتبر أنّ «تجسيد روح طريق الحرير يمثّل تعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ويصمم أيضاً على التعاون والكسب المشترك والمناشدة إلى الحوار والسلام». وشدد نائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية يو بينغ، على «ضرورة الاستمرار في تعزيز العلاقات العربيّة - الصينيّة». ورأى أن «العالم العربي بحكم موقعه الاستراتيجي شريك أساس في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير». وأوضح أن الصين «تمرّ في مراحل إصلاحيّة وكذلك البلدان العربيّة، لذا تتزايد المصالح المتبادلة في هذه المرحلة المصيريّة». ولفت رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، إلى أن العالم العربي «يحتل المركز السابع كشريك للصين». وأعلن أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين «بلغ 240 بليون دولار عام 2013 و300 بليون عام 2014». وأشار إلى أن الصين «تشكل اليوم الشريك التجاري الأول للبنان، وبلغت قيمة وارداتنا منها نحو 2.5 بليون دولار، في حين يصدر لبنان إليها بقيمة 60 مليوناً». وشددد على «تنويع الشراكة القائمة في ظل وجود قطاعات واعدة، من ضمن شراكات عمل بين رجال الأعمال العرب ونظرائهم الصينيين». وأعلن السفير الكويتي في بكين رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس السفراء العرب المعتمدين في الصين محمد صالح الذويخ، أن «حجم التبادل التجاري بين الصين والبلدان العربيّة تضاعف في السنوات الأخيرة». ولفت رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب حمدي الطبّاع، إلى «أهميّة المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني والمتمثّلة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، وقال: «منذ تأسيس المنتدى العربي - الصيني دخل التعاون التجاري مرحلة جديدة من النمو والتدفقات حيث شهد حجم التبادل التجاري نموّاً سريعاً، ليرتفع إلى نحو 240 بليون دولار عام 2013، فأصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي ككل والشريك التجاري الأوّل لتسع دول عربيّة». نظّم المؤتمر الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربيّة، وجامعة الدول العربيّة، ووزارات الخارجيّة والمغتربين والاقتصاد والتجارة والسياحة اللبنانية، ووزارتا التجارة والخارجيّة الصينيتان، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، واتحاد رجال الأعمال العرب، والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال)، إضافة إلى المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدوليّة، بدعم من مصرف لبنان المركزي والشريك الاستراتيجي «فرنسبنك» و «تجمّع رجّال وسيّدات الأعمال اللبناني - الصيني»، وبالتعاون مع «مجموعة الاقتصاد والأعمال».