كل شيء يتطور بما في ذلك الفكر المتطرف، لكن فكر رجال الأمن سبق في تطوره الإرهابيين، وبات يفضح تآمرهم وحبهم وتعطشهم للموت والدم. في بداية استهداف تنظيم «القاعدة» المملكة العربية السعودية في 2003 كان المراسل الميداني في السعودية يجد صعوبة في الحصول على المعلومة الدقيقة، لهذا كنا نعتمد على مصادرنا الخاصة، ونقوم بمطابقة المعلومات التي نحصل عليها مع المعلومات التي نحصل عليها من مصادر أخرى، لنقترب أكثر من رسم صورة الحدث. بعد ذلك عيّن اللواء منصور التركي متحدثاً أمنياً لوزارة الداخلية، وكان متعاوناً مع الصحافيين، ما سهل عليهم عملهم واقترب المراسلون أكثر من الصورة الحقيقية. تطورت المؤتمرات الصحافية المتعلقة بالإرهاب، وتطور أداء رجال الأمن وأصبحت الضربات الاستباقية السمة البارزة في أداء رجال الأمن، مقابل ذلك تطور المجتمع السعودي في مواجهة الإرهاب، وأصبح المواطن شريكاً لرجل الأمن في حماية المكتسبات، لا زلت أذكر تلك المرأة التي دفعت ابنها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره لنقل الماء والمرطبات والشاي والقهوة إلى رجال الأمن الذين باشروا حادثة إرهابية في مدينة الرس، ولا زلت أذكر سعوديين ومقيمين وهم يزفون رجال الأمن في شارع الستين بالملز بعد أن نفذوا عملية قضوا خلالها على زعيم تنظيم «القاعدة» في المملكة عبدالعزيز المقرن. مؤتمرات وزارة الداخلية الصحافية والتي تتابعها مئات الوسائل الإعلامية، هي الأخرى واكبت التطور في العمل الأمني والفكر المجتمعي لتطور من طريقة عرضها للحدث. كان التركي يقف وحيداً مسلّماً بعض الصور وأحياناً شرائح ليشرح للعالم العملية الإرهابية. اليوم تغير الوضع، هناك متحدث برتبة «عميد» واضح أنه مهتم بالفكر الاستراتيجي، يقف أمام الصحافيين ليشرح لهم من خلال الرسومات التوضيحية فكر التنظيمات الإرهابية، ويوضح مكامن الخلل فيها، وكيفية النفاذ إليها ومن أين. بعد ذلك يتولى اللواء التركي الشرح المفصل للعملية، وإذا ما توقف عند جانب فني أحاله إلى العميد بسام عطية، المتخصص في تفكيك عمليات التنظيمات الإرهابية شرحاً وتفصيلاً. فكرة جميلة أن تتطور المؤتمرات الصحافية، وخصوصاً الأمنية منها، وذلك لأنها بهذا التطور تتجاوز الفكر المتطرف لتفضحه على الملأ. بلاغ كاذب عن «قنبلة» نفت شرطة المنطقة الشرقية ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود قنبلة في إحدى كليات البنات في محافظة الخبر أمس، كانت أحضرتها إحدى الطالبات، من أجل تفجيرها. وقال المتحدث باسم شرطة الشرقية العقيد زياد الرقيطي في بيانٍ صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «إنه ورد صباح اليوم (أمس) بلاغاً من ممثل إحدى الكليات في محافظة الخبر، عن توارد أحاديث بين الطالبات ورغبتهنّ بالمغادرة»، موضحاً أن «الجهات المختصة قامت بمباشرة الحادثة، والانتقال إلى الموقع المذكور، إذ اتضح أنه بلاغ كاذب». وعلمت «الحياة» أن الكلية أبلغت الشرطة بعد حدوث خلاف بين طالبات، وسماع إحداهن تقول «تفجير»، ما أثار مخاوف بقية الطالبات، اللاتي أبلغن إدارة الكلية، فبادرت الأخيرة إلى إبلاغ الشرطة. وكانت الكلية شهدت الأسبوع الماضي فصل عشرات الطالبات، بسبب «تكرار غيابهن». فيما تراجعت عن القرار ذاته بعدها بأسبوع وأعادت الكلية طالباتها إلى مقاعد الدراسة.