أمر رئيس الوزراء العراقي وزارتي الدفاع والداخلية بتحديد خطوط دفاعية جديدة في الرمادي لإعادة تنظيم ونشر القوات لمواجهة «داعش»، فيما طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بنشر مجاهدين والتعامل بجدية مع التهديدات التي اطلقها التنظيم ب «تدنيس كربلاء»، متوعداً «بملأ الأرض بجثث من يمس المقدسات». وأفاد التلفزيون الرسمي أن «العبادي عقد اجتماعاً موسعاً مع قادة الحشد الشعبي لوضع خطة لتحرير الانبار والبحث في آلية التنسيق بين القوات خلال المعركة، وأمر بتحديد خطوط دفاع جديدة في الرمادي لإعادة تنظيم ونشر القوات»، مشيراً إلى أن «القائد العام للقوات المسلحة وجّه قيادات الحشد الشعبي بالعمل مع القوات الأمنية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها أفراد التنظيم وتحرير باقي مدن المحافظة». وقال قائد الشرطة في الأنبار اللواء كاظم الفهداوي إن «قوات مشتركة من الجيش والشرطة والتدخل السريع ومقاتلين عشائريين انشأوا جداراً بشرياً عازلاً شرق الرمادي، بين حصيبة وجويبة لمنع تقدم داعش»، وأشار الى ان «القادة الأمنيين يمسكون بقطاعات مدربة من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب ومقاتلي العشائر وخطوط صد متكاملة في منطقة حصيبة الشرقية». وأعلنت العمليات المشتركة تدمير ثلاثة مخابيء ل»داعش» وقتل من فيها بضربات جوية نفذها طيران التحالف الدولي في الرمادي. وقال الناطق باسم العمليات العميد سعد معن إن «طيران التحالف نفذ ثلاث ضربات في منطقة الزنكورة والطاش في الرمادي». وأضاف أن «الضربات أسفرت عن قتل العشرات من «داعش» كانوا في المخابئ التي تم تدميرها»، فيما أفاد مصدر امني في الانبار إن «طيران التحالف قصف مقرات تابعة للتنظيم في حي الثيلة وشارع 20 ومنطقة البو غانم وحي الإسكان وسط الرمادي، ما أسفر عن قتل 22 عنصراً من المسلحين، وتدمير أكثر من 14 عربة». من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع عن توجيه ضربات «موجعة استهدفت مقرات قيادة داعش في الفلوجة» ، وأوضحت في بيان ان «تشكيلاً من طائرات القوة الجوية نفذ ضربة موجعة استهدفت مقرات القيادة للعدو الداعشي في الفلوجة، بالتنسيق مع قيادة عمليات الجزيرة والبادية، استهدفت ايضا تحشدات «داعش» الإرهابية واوقعت فيها خسائر فادحة» ، كما اعلنت عن «تدمير منصة صواريخ وقتل 14 عنصراً في عامرية الفلوجة». في الاثناء، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن أن «القوات العراقية اضطرت إلى الإنسحاب من الرمادي»، واشار الى أن « تنظيم «داعش» ما زالت لديه القدرة على القيام بهجمات في أماكن معينة»، وأضاف أن «العملية التي يقودها التحالف بطيئة وتتطلب سنوات»، واشار الى ان «الولاياتالمتحدة لا تعارض مشاركة أي فصيل في معركة الرمادي تحت لواء الحكومة العراقية»، فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راثكي إن «طلب الحكومة المحلية وقادة العشائر في الأنبار مشاركة الحشد الشعبي في المعركة ضد داعش خطوة مهمة». وأضاف: «قلنا من زمن، إن هذه معركة طويلة الأمد. نحن نعمل مع القيادة السياسية العراقية التي تركز على بناء علاقات بين مختلف المكونات»، وتابع: «اعتقد أن قرار قيادة الأنبار وعشائرها تأييد دخول قوات الحشد الشعبي إلى الأنبار للمساعدة في تحرير الرمادي خطوة مهمة نراها جزءاً من سعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لتجاوز كل الخطوط الطائفية». من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى حمل التهديدات ب «تدنيس أرض كربلاء وباقي المناطق المقدسة على محمل الجد»، ودعا إلى «حماية المقدسات بالغالي والنفيس»، وقال في بيان: «ليعلم من قال انه يستطيع تدنيس المقدسات انه قد تبوأ مقعده في النار في آخرته و تبوأ قبره في دنياه هذه»، وتوعد «لنملأن ارض العراق بجيفهم العفنة إن مدوا أيديهم ضد أي مقدس بل أي شبر من هذه الارض المقدسة»، مستدركاً: «في الوقت نفسه يجب حمل هذه التصريحات على محمل الجد والعمل على حماية المقدسات بالغالي والنفيس ونشر المجاهدين المخلصين يروون الدماء من أجلها ويفدونها بأرواحهم مهما كانت الظروف»، ودعا «كل عراقي غيور للعمل من أجل تحرير الاراضي المغتصبة».