شن الجيش العراقي حملة في صلاح الدين، بمشاركة شرطة المحافظة وقوات مكافحة الإرهاب، وبإسناد من طيران الجيش، لتطهير المنطقة الواقعة شمال تكريت حتى بلدة بيجي، أسفرت عن تحرير عدد من القرى. وفي الأنبار صد الجيش هجوماً ل «داعش»، بإشراف مستشارين أميركيين. وأعلن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري صباح أمس، أن «القوات الأمنية في المحافظة ترافقها تشكيلات الحشد الشعبي ووحدات من جهاز مكافحة الإرهاب، شنت عملية واسعة لتطهير القرى الواقعة شمال تكريت حتى بلدة بيجي». وأكد الشيخ خميس الجبارة، رئيس مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين، في اتصال مع «الحياة»، أن «القوات تحرز تقدماً ملحوظاً في اتجاه بلدة بيجي وهي الآن (عصر أمس)على مشارف قرى البوطعمة والحجاج على مسافة 5 كلم عن البلدة، وقد بدأ مسلحو داعش يفرون من هذه المناطق». توقع، إذا استمرت العملية بهذه الوتيرة، «وصول الجيش إلى مصفاة بيجي التي تبعد 5 كلم شمال المدينة». وأوضح أن «العملية واسعة وانطلقت القوات من قاعدة سبايكر على محورين بين نهر دجلة وطريق تكريت- الموصل، حيث اتخذ الأول من كتف دجلة الأيمن مساراً باتجاه هذه القرى من الجهة الشرقية ورتل آخر من الغرب». وقال ضابط كبير في وزارة الدفاع ل «الحياة»، إن «العملية الناجحة لقوات الجيش والمتطوعين في مدينة تكريت جاءت بالتنسيق مع المستشارين الأميركيين الذين اقترحوا تنفيذ الهجوم بشكل متزامن مع ضربات جوية على المنطقة». وأضاف أن «وحدات مشتركة من الفرقة الذهبية الخاصة (مكافحة الإرهاب) والشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير منطقتي الحمرة وحماد شهاب الواقعتين بين قضاء بيجي وتكريت قبل الظهيرة ضمن عمليات تحرير مناطق شمالي تكريت وسيطرت عليهما بالكامل». وأشار إلى أن «القوات الأمنية ستواصل تقدمها بشكل حذر ضمن خطة لمسك الأرض وتفتيش الشوارع والمنازل بحثاً عن عناصر داعش أو عبوات ناسفة». وأوضح أن «هذه العملية العسكرية ستقطع خط الإمدادات عن التنظيم من منافذ بيجي والحويجة والشرقاط ومناطق جنوب الموصل، إلى عناصره في تكريت». وفي الأنبار، قال مصدر أمني رفيع المستوى إن القوات الأمنية «صدت فجر اليوم (أمس) هجوماً على الرمادي من محوري حي التأميم و5 كيلو، وتمكنت من قتل عدد من الدواعش». وأشار إلى أن «هذه القوات وبإسناد من طيران الجيش ودول التحالف، بدأت عملية لطرد الإرهابيين من هذه المناطق». وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، أن «قوات الجيش والشرطة، وبدعم من طيران التحالف، نجحت في تطهير منطقة البوذياب، شمال الرمادي، من عناصر داعش بعد معارك عنيفة أسفرت عن قتل عدد من المسلحين وتدمير مواقعهم». وأضاف أن «القوات الأمنية تتقدم الى مناطق الخمسة كيلو والبوعلي الجاسم وحي التأميم وشارع 20 ومناطق أخرى في الرمادي». وطالب الحكومة الاتحادية ب «توفير أسلحة متطورة لتطهير مدن الأنبار من عناصر داعش، مع تكثيف طيران التحالف ودعم القوات الجوية العراقية لإنهاء ملف التنظيم في المحافظة». وحذر من أن سقوط الرمادي يشكل خطراً على بغداد وكربلاء وبابل». وفي خطوة غير مسبوقة، أرسلت الولاياتالمتحدة نحو 100 مستشار عسكري إلى الأنبار، على رغم خطورة الأوضاع فيها، وأكد مصدر أمني في مجلس المحافظة ل «الحياة»، أن «المستشارين توزعوا في قاعدتي الحبانية قرب الرمادي، وعين الأسد قرب قضاء حديثة. وأوضح أن «هاتين القاعدتين سبق وأن عمل فيها الأميركيون، وهم من اشرفوا على إنشائهما وتأهيلهما»، ولفت إلى إن «قدوم المستشارين سيجعل تقييم الموقف أكثر فاعلية في ما يتعلق بالضربات الجوية. وأكد «وصول تعزيزات عسكرية وقتالية إلى ناحية عامرية الفلوجة القريبة من أطراف بغداد الغربية والتي يحاصرها تنظيم داعش منذ أيام»، وزاد أن «التعزيزات تتضمن قوات من فوج قتالي وسرية قناصين من قوات الجيش ودبابات ودروعاً وصلت الى ناحية العامرية».