ارتكبت قوات النظام السوري مجزرتين قتل فيهما حوالى 50 مدنياً في ريف إدلب شمال غربي البلاد، بالتزامن مع استمرار المواجهات بين قوات النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قرب مدينة تدمر التاريخية، حيث أعدم التنظيم 23 مدنياً، في وقت تجددت المواجهات في تلة موسى في محاولة من مقاتلي المعارضة استعادتها من قوات النظام و «حزب الله». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى 42 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في مجزرتين نفذتهما مقاتلات النظام الحربية في بلدتي كفرعويد وسراقب بريف إدلب، حيث استشهد ما لا يقل عن 26، بينهم 10 أطفال ومواطنات في بلدة كفرعويد، و16 مواطناً على الأقل بينهم مواطنتان وطفل في سوق ببلدة سراقب»، قائلاً إن «عدد الشهداء في البلدتين مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة، ووجود أنباء عن المزيد من الشهداء في البلدتين». كما جدد الطيران الحربي قصفه مناطق في قرية بشلامون بجبل الزاوية، وفق «المرصد»، الذي قال: «استشهد رجل من مدينة معرة النعمان جراء قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في المدينة، في حين تعرضت مناطق في قرية عين لاروز بجبل الزاوية لقصف من الطيران الحربي، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية اللج بسهل الروج». وعلى صعيد المعارك الدائرة في جسر الشغور، قال نشطاء معارضون إن «عنصرين من قوات النظام سلما نفسيهما لكتائب الثوار المحاصرة للمستشفى الوطني على خلفية المعارك العنيفة التي تدور بين الطرفين منذ قرابة الأسبوع، حيث كشف العنصران عن أنه يوجد داخل المستشفى الوطني 245 عنصر من قوات الأسد بينهم سبعة ضباط ينتمون للطائفة العلوية، كما كشف العنصران عن كمية الأسلحة والذخائر التي بحوزة القوات المحاصرة». وأشار النشطاء إلى أنه «بعد تمكن ثوار جيش الفتح من تحرير مدينة جسر الشغور انسحبت قوات (الرئيس بشار) الأسد التي كانت في المدينة وتحصنت داخل المستشفى الوطني شرقي المدينة، رافضين تسليم أنفسهم رغم الحصار الخانق الذي يتعرضون إليه من قبل الثوار، الذين يحاولون بدورهم اقتحامه بالقوة بعد استهدافه بعدد من السيارات المفخخة حيث أحرزوا تقدما كبيراً في على خلفية المعارك الدائرة». في وسط البلاد، استمرت «الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط مدينة تدمر، وسط قصف متبادل بين الطرفين»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن «ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا حلال اشتباكات اليوم (امس) مع التنظيم الذي لقي مصرعه منه ما لا يقل عن 16 عنصراً». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن «عناصر التنظيم أعدموا بإطلاق الرصاص 23 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال في بلدة العامرية شمال تدمر». وأضاف أن «من بين القتلى أفراداً من عائلات موظفين حكوميين». وتشهد المناطق الواقعة شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام التي أرسلت تعزيزات إضافية فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة. وتشهد المنطقة منذ ليل الثلاثاء- الأربعاء اشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها مقاتلو التنظيم من السيطرة على بلدة السخنة المجاورة وعلى النقاط العسكرية كافة الواقعة على الطريق الذي يربطها بتدمر. وبات عناصر التنظيم الجمعة وفق «المرصد» على بعد كيلومتر واحد عن مواقع تدمر الأثرية والمصنفة على لائحة التراث العالمي. وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ ليل الثلاثاء الأربعاء إلى 153، بينهم 88 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي التنظيم على الأقل، وفق المرصد. وأعلن «المرصد» الخميس أن التنظيم «أعدم 26 مدنيا» قرب تدمر، وأقدم عناصره على قطع رؤوس عشرة منهم بعد اتهامهم بالعمالة والتعاون مع النظام النصيري»، في إشارة إلى النظام السوري. وقال «المرصد» لاحقاً إن «داعش» تقدم «مجدداً في ريف تدمر ومحيطها، حيث سيطر التنظيم على حقل الهيل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين»، إضافة الى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة أم شرشوح بريف حمص الشمالي». في دمشق، تعرضت مناطق في جرود قارة بالقلمون لقصف من قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، وفق»المرصد»، الذي أشار إلى تجدد «الاشتباكات بين حزب الله اللبناني مدعماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة وفصائل إسلامية من جهة أخرى في أطراف جرود فليطة بالقلمون، وسط قصف متبادل بين الطرفين». وتجددت الاشتباكات في محيط تلة موسى بالقلمون «في محاولة من جبهة النصرة والفصائل الإسلامية لاستعادة السيطرة على التلة التي سيطر عليها حزب الله اللبناني منذ نحو يومين، ترافق ذلك مع تفجير جبهة النصرة عربة مفخخة في المنطقة»، وفق «المرصد»، الذي تحدث عن «معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف حزب الله وقوات النظام، فيما تشهد أطراف جرود رأس المعرة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسط قصف عنيف ومتبادل بينهما».