انتقلت المعارك بين مقاتلي «الجيش الحر» وفصائل إسلامية من جهة وجماعات محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من جهة ثانية إلى مناطق أخرى في ريفي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد، في وقت احتدمت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وعناصر من القوات النظامية في ريف إدلب شمال غربي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف ومقاتلي جيش الجهاد من طرف آخر في أطراف بلدة القحطانية بريف القنيطرة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، ذلك بعدما نجحت المعارضة أول من أمس بطرد «جيش الجهاد» المحسوب على «داعش» من معبر القنيطرة في الجولان المحتل. وفي ريف درعا المجاورة، قال «المرصد السوري» إن منطقة سحم الجولان في ريف درعا الغربي شهدت أمس إرسال «تعزيزات واستنفاراً لمقاتلي لواء شهداء اليرموك (المحسوب على داعش) الذي سيطر أول من أمس على مقر لجبهة النصرة في بلدة سحم الجولان، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة». وأكدت مصادر أن هذه التعزيزات ترمي إلى قيام «لواء شهداء اليرموك» باقتحام بلدة حيط الواقعة في جنوب غربي بلدة سحم الجولان والسيطرة عليها وسط حشودات مقابلة من «جبهة النصرة» ومقاتلي الفصائل أيضاً في ريف درعا الغربي. ترافق ذلك مع نزوح لعائلات من سحم الجولان نحو المناطق المجاورة، تحسباً لاشتباكات قد تدور خلال الساعات المقبلة بريف درعا الغربي، بين «لواء شهداء اليرموك» من طرف وفصائل «الجيش الحر» من طرف آخر. وشهدت بلدة سحم الجولان أول من أمس «اشتباكات بين جبهة النصرة وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف، ولواء شهداء اليرموك من طرف آخر، حيث استشهد ولقي مصرعه، 7 مقاتلين على الأقل، من فصائل إسلامية ومقاتلة وجبهة النصرة، من ضمنهم أحد أبرز قياديي جبهة النصرة المنحدر من بلدة الشحيل المعقل السابق لجبهة النصرة في سورية، إضافة لمصرع عنصرين على الأقل أحدهما قيادي محلي في لواء شهداء اليرموك، والذي ينتشر بمئات المقاتلين في مناطق جملة ونافعة وحيط والعلان بالريف الغربي لسحم الجولان وفي المناطق القريبة من الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل بريف محافظة درعا الغربي، والذي كان قد احتجز مقاتلوه، في قرية جملة بريف درعا في 6 آذار (مارس) من عام 2013، عناصر من قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجولان السوري» بحسب «المرصد». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة» دارت في محيط المستشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور بين جيش الفتح من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها المتحصنين في أجزاء من المستشفى الوطني بالمدينة، منذ سيطرة «جيش الفتح» على مدينة جسر الشغور في 25 الشهر الماضي. واندلعت الاشتباكات عقب تفجير استهدف قوات النظام المتحصنة في المستشفى صباح أمس، من دون معلومات عن طبيعة التفجير إذا ما كان ناجماً عن حزام ناسف أو عربة مفخخة، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط المستشفى، بينما قصف الطيران المروحي صباح اليوم بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تفتناز، ما أدى إلى استشهاد رجل وزوجته وطفلهما وسقوط جرحى. وقال نشطاء معارضون في جسر الشغور أن «جبهة النصرة» نفذت أمس «عملية انتحارية داخل المستشفى الوطني الواقعة على أطراف مدينة جسر الشغور الذي يتحصن فيه أكثر من 250 عنصراً لقوات النظام بينهم ضباط برتب عالية لم يتمكنوا من الهرب بسبب حصار المستشفى من قبل المجاهدين منذ اليوم الأول لتحرير المدينة». وقالوا: «بعد فشل كل أشكال التفاوض لتسليم أنفسهم بدأت عملية الاقتحام فجر اليوم» (أمس). إلى ذلك، قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط معسكر القرميد منذ عدة أيام، كما «قتل 3 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية في محيط بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، كذلك نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية كفرعويد بريف إدلب»، بحسب «المرصد». في وسط البلاد، قال «المرصد» إن «الطيران الحربي شن غارتين على أماكن في قرية شولين بجبل شحشبو بالريف الغربي لحماة، في وقت استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في منطقة الزيارة بسهل الغاب، وفي مناطق أخرى من سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وسط قصف متبادل بين الطرفين ومعلومات أولية عن تقدم لقوات النظام في المنطقة، ما أدى لاستشهاد 4 مقاتلين على الأقل ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». في الشمال، «ارتفع إلى 5 على الأقل، بينهم 3 أطفال عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي على مناطق في حي الصالحين صباح أمس، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، كذلك ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة في حي السكري ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «مقتل أربعة بقصف على حي الفردوس جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في الحي». في ريف حلب، قال «المرصد» أن مقاتلات التحالف العربي – الدولي «قصفت منطقة بيرمحلي ومحيطها بريف بلدة صرين الواقعة في جنوب مدينة عين العرب (كوباني)». وأكدت مصادر موثوقة أن «عشرات المواطنين استشهدوا وجرحوا في القصف الذي استهدف القرية، وبعض الجرحى في حالات خطرة، إضافة لورود معلومات عن مصرع وجرح عدد من عناصر التنظيم، جراء القصف، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقودين تحت أنقاض القصف».