أعلن مسؤولون أميركيون امس، أن خمسة زوارق إيرانية تابعة ل»الحرس الثوري» أطلقت أعيرة تحذيرية على سفينة شحن ترفع علم سنغافورة في المياه الدولية في الخليج، فلجأت إلى المياه الإقليمية لدولة الإمارات التي حمتها. والحادث هو الثاني في الأسابيع الأخيرة، بعدما اعترضت بحرية «الحرس» سفينة ترفع علم جزر مارشال واقتادتها إلى مرفأ إيراني، ثم أُفرِج عنها بعد «تسوية خلاف تجاري» وفق طهران، ما أعتبر تضييقاً ايرانياً على الملاحة في مضيق هرمز. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون أمس إن الزوارق الإيرانية الخمسة أطلقت النار على السفينة «ألباين إترنيتي» في المياه الدولية، مشيرين إلى أنها توجهت إلى المياه الإقليمية للإمارات التي أرسلت بعض سفن خفر السواحل إليها بعد توجيهها نداء استغاثة، فابتعدت الزوارق الإيرانية. وأعلنت شركة «ترانسبترول» النروجية المشغّلة للسفينة المخصصة لنقل نفط ومنتجات كيماوية، أن «ألباين إترنيتي» وصلت بسلام إلى ميناء جبل علي الإماراتي، بعدما تعرّضت لهجوم فيما كانت في طريقها إلى ميناء الفجيرة الإماراتي. وتابعت أن «طابع الهجوم ما زال غير واضح»، مؤكدة أن «السفينة في أمان ولا إصابات بين أفراد طاقمها». وأبلغ مصدر في طهران «الحياة» أن السفينة «لم تمتثل» لطلب السلطات الإيرانية التحقّق من حمولتها، فطاردتها قوارب مراقبة بحرية. واعتبر أن الطلب يأتي في إطار «تدابير طبيعية متعارف عليها في قوانين البحار والممرات المائية»، لافتاً إلى أن طهران تريد إحكام سيطرتها على مضيق هرمز ومراقبة السفن الداخلة إليه والخارجة منه، تحسباً لتطورات قد ترافق وصول سفينة محمّلة «مساعدات» إيرانية إلى اليمن. إلى ذلك، اعتبر قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي أن «لا حدود لقوة ايران، ولا يمكن أي قوة كبرى الصمود أمام قدراتها». وأضاف: «وصلنا إلى منعطف تاريخي، ونخوض حرباً مكتملة الأركان في المجال السياسي». في الوقت ذاته اعتبر الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن بلاده «دخلت نادي الدول المصدرة للماء الثقيل»، بعد «تراجع كامل» للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) عن «موقفها في شأن منشأة آراك» التي تعمل بماء ثقيل. وزاد: «خلافنا الرئيس ليس مع الدول الست، بل مع أميركا، وكان ضرورياً أن نفاوضها بدل الدول الأخرى التي لا تأثير أساسياً لديها. لا نثق بالطرف الآخر، وهم لا يثقون بنا». على صعيد آخر، شهدت تظاهرات نظمها آلاف من الأساتذة الإيرانيين أخيراً، مطالبين برفع أجورهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، وتوجيه مدرّسة اتهامات حادة إلى النظام، منتقدة «فساد» مسؤوليه. وذكّرت بأن «معظم الشهداء» خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988) كانوا «أساتذة وتلامذة»، وتابعت: «دفعنا نصيبنا العادل من أجل الثورة، لكننا تلقينا أقل مكافأة عادلة لتضحياتنا». وانتقدت رجال دين اعتبروا خلال خطبهم في صلاة الجمعة، أن الأساتذة المتظاهرين «تخلّوا عن المعرفة في مقابل الثروة»، وخاطبتهم متسائلة: «لماذا عندما تحلّ الثروة عليكم، لا يعني ذلك تخليكم عن الدين لحساب الثروة»؟ وتابعت وسط تصفيق: «أنا معلّمة جائعة، لأن هناك بطوناً جشعة في بلدنا. أنا معلمة لا املك مالاً، لأن أبناء المسؤولين عن إدارة البلاد نهبوا كل الأموال. جيوبي خاوية، لأن أبناءً وبنات في هذا البلد يملكون فيلات ضخمة في كندا ودول أوروبية».