فتح مسلّحان من حركة «طالبان» النار على تجمّع لمجلس العلماء، أعلى سلطة دينية في أفغانستان، بمدينة لشكرجاه في ولاية هلمند (جنوب)، وقتلا 4 مدنيين و3 شرطيين، وجرحا 7 أشخاص. ويضمّ مجلس العلماء حوالى 3 آلاف رجل دين وعالم، ويرأسه المجلس الوطني المؤلف من 150 شخصاً. وقد يؤثر بقوة في الرأي العام عبر خطابات الأئمة ونشاطات المساجد. وأوضح جان أقا، المسؤول في الشرطة، أن الهجوم حصل لدى انعقاد اجتماع مجلس العلماء، الذي تعرّض لهجمات مرات بعدما أعلن دعمه قتال قوات الأمن متشدّدي الحركة، معلناً مقتل أحد المسلّحين. في المقابل، أعلن قارئ يوسف أحمدي، الناطق باسم «طالبان»، مسؤولية الحركة عن الهجوم الذي قال إنه أدى الى مقتل 15 مسؤولاً، علماً أن المتشددين يبالغون غالباً في عدد قتلى هجماتهم. وصعّد مقاتلو «طالبان» هجماتهم على القوات الحكومية منذ أعلنوا بدء «هجوم الربيع» الشهر الماضي، مستفيدين من انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد نهاية العام الماضي. على صعيد آخر، تعهّد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، بعد محادثات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابول، تنسيق العمليات العسكرية مع القوات الأفغانية لملاحقة المتشدّدين على الحدود بين البلدين. وأكد شريف أن «أي جهد يبذله مقاتل أو جماعة لزعزعة استقرار أفغانستان، سيجري التعامل معها بصرامة. وستكون العناصر المتورّطة بهجمات خارجة عن القانون، وستلاحق عبر عمليات منسّقة ننفذها استناداً الى أسس متّفق عليها مع كابول، لاستهداف مخابئ المتشددين على الحدود». وتسعى الجارتان إلى زيادة التعاون العسكري لمحاربة الفرعين الرئيسيين من «طالبان»، واللذين يقاتل أحدهما لإطاحة الحكومة الأفغانية التي تدعمها الولاياتالمتحدة، والثاني الحكومة الباكستانية. وتوجّه شريف الى غني قائلاً: «أؤكد لك سيدي الرئيس، أن أعداء أفغانستان لا يمكن أن يكونوا أصدقاء باكستان»، علماً أن غني يعتبر أن تحسين العلاقات مع باكستان يسمح باستغلال التأثير الذي تتمتع به إسلام آباد لدى قادة «طالبان» للانضمام الى محادثات السلام مع الحكومة.