سخر «الحرس الثوري» الإيراني أمس، من «انتصارات على جيوش هزيلة» حققتها الولاياتالمتحدة، معلناً أن طهران استعدت ل»حرب طويلة» مع واشنطن. وصوّت الكونغرس في وقت متأخر ليل أمس، على مشروع قانون يمنحه حق مراجعة أي اتفاق نووي مع إيران، أورفضه. وكان متوقعاً أن ينال المشروع غالبية في الكونغرس، على رغم أن تعديلات يريدها الجمهوريون، قد تدفع الديموقراطيين إلى سحب دعمهم. (للمزيد). وإقرار المشروع سيُجبر البيت الأبيض على إحالة أي اتفاق مع طهران، على الكونغرس للمصادقة عليه، قبل التزام واشنطن به. وفي حال رفض الكونغرس الاتفاق، لن يعني ذلك انهيار الصفقة، بل سيفتح الباب أمام استخدام الرئيس باراك أوباما الفيتو لتمرير الاتفاق، على رغم معارضة الكونغرس. وفي هذه الحال، سيحتاج الكونغرس غالبية الثلثين، لتعطيل فيتو أوباما، وقد يجد صعوبة في ذلك، إذا ساند الديموقراطيون الاتفاق. ويراهن البيت الأبيض على اتفاق يرضي الديموقراطيين على الأقل، لاحتواء أي فيتو، فيما قد يسعى الجمهوريون ومعارضو الاتفاق إلى المماطلة وجرّ أوباما إلى موعد انتخابات الرئاسة العام المقبل، إذا لم يضمنوا غالبية الثلثين. في طهران، رأى قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري أن «الخيار العسكري الذي يطرحه الغربيون، مثير للسخرية، وهم يدركون ذلك جيداً». وأشار إلى «محاولات أميركا في العقد الماضي، تهديد إيران من خلال افتعال أحداث 11 أيلول (سبتمبر) المشبوهة واحتلالها أفغانستانوالعراق». وأضاف: «زرع أعداء الإسلام تنظيم داعش الإرهابي ليواجهوا النظام (الإيراني)، لكن ممارسات هذا التنظيم البربري أفضت إلى ترسيخ الوحدة والتضامن بين مسلمي المنطقة، اذ نشهد تلاحماً بين الشعوب في إيرانوالعراق وسورية ولبنان واليمن، بسبب تصديها لداعش». وأشار جعفري إلى أن «تهديدات داعش أدت إلى تسليح مئة ألف من الشباب الثوري المؤمن، في قوات الحشد الشعبي (في العراق) التي أوجدت رصيداً عظيماً للدفاع عن الإسلام والثورة» الإيرانية. وهزئ الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، ب»تهديدات» أطلقها مسؤولون أميركيون، قائلاً: «ولّت مرحلة استخدام القوة العسكرية، وعلى أميركا ألا تقارن انتصاراتها السابقة على جيوش هزيلة، بقوة إيران، وترتكب خطأً فادحاً في حساباتها». وأضاف: «إذا أرادت أميركا استخدام قواعدها الجوية، عليها أن تعلم أنها ستحترق». وحذر الطيارين الأميركيين من أن «أول طلعة لهم ستكون الأخيرة»، مشيراً إلى أن إيران «أعدّت قواتها جيداً لخوض حرب طويلة مع أميركا، تنتصر فيها». ورأى أن «منطق الأميركيين يخرج من فوهات البنادق، فيما يخرج رصاصنا من لغة منطقنا». وحض سلامي الوفد الإيراني المفاوض مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني على «مغادرة طاولة المفاوضات إذا واجه تهديداً مرة أخرى».