احتدم القتال في مدينة تعز، وتحولت تظاهرة في محافظة حجة إلى اشتباكات مع الحوثيين الذين شنّ طيران التحالف عشرات الغارات على مواقعهم، فيما أعلنت السلطات السعودية أمس أن قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا أطلقها الحوثيون سقطت الثلثاء على مدينة نجران الحدودية، مشيرة إلى تضرر مدارس ومستشفيات. وبثت قناة «الإخبارية» صوراً لأضرار كبيرة لحقت بمبان وسيارات في نجران. وأغلقت مدارس المدينة أبوابها، فيما أكد الناطق باسم التحالف العربي العميد ركن السعودي أحمد عسيري سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على نجران، مشيراً إلى أن مروحيات أباتشي ردت وضربت «أهدافاً» للحوثيين. وأعلنت شركة الطيران الوطنية «السعودية» تعليق رحلاتها الداخلية إلى نجران «حتى إشعار آخر». (للمزيد). وكشفت مصادر ل«الحياة» أن عدد الصواريخ والقذائف التي سقطت في نجران أمس يتجاوز 15 صاروخاً وقذيفة هاون، وغالبيتها تم إطلاقها من مناطق جبلية محاذية لخطوط التماس الحدودية. وأشارت إلى أن الصواريخ والقذائف سقطت في محيط 60 كيلومتراً في منطقة نجران. وقالت مصادر طبية ل«الحياة» أن عدد المصابين وصل إلى 13 إصابة مختلفة من بينها 3 طالبات في روضة بحي الفيصلية، فيما توفي عامل من جنسية آسيوية في منطقة ريمان شرق نجران متأثراً بجروحه جراء القصف العشوائي للميليشيات الحوثية أمس. وصدَّ أنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعناصر «الحراك الجنوبي» أمس تقدماً لجماعة الحوثيين للسيطرة على أحياء مديرية التواهي الحيوية في مدينة عدن، بالتزامن مع المعارك المستمرة في تعز وأبين ولحج والضالع ومأرب، وتواصل الغارات الجوية لقوات التحالف والتي تستهدف مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالية لها، في وقت قصف الحوثيون بصواريخ كاتيوشا منطقة نجران السعودية. وفيما ركّز قصف الطيران أمس على مواقع الجماعة في عدن وصعدة وفي المناطق الحدودية مع السعودية، قمع الحوثيون تظاهرة في مديرية شرس شرق مدينة حجة (غرب صنعاء)، فاندلعت مواجهات مع مسلحي «حزب الإصلاح» أدت إلى 15 إصابة لدى الجانبين بين قتيل وجريح. وتوقفت في صنعاء معظم وسائل النقل العامة والخاصة، بسبب عدم توافر الوقود، واستمرار انقطاع الكهرباء العمومية، وتوقفت غالبية المخابز عن العمل، وارتفع سعر الرغيف إلى الضعف، في حين اتهم محافظ مأرب سلطان العرادة جماعة الحوثيين بعرقلة وصول المشتقات النفطية والغاز المنزلي إلى العاصمة والمحافظات الأخرى اليمنية. وأكدت مصادر المقاومة الموالية لهادي و«الحراك الجنوبي» في عدن أن مسلحيها صدّوا أمس توغُّلاً حوثيّاً في مديرية التواهي الاستراتيجية، هو الأول منذ اندلاع المعارك في المدينة، إذ يحاول الحوثيون السيطرة على الميناء ومقر القوات البحرية والمنطقة العسكرية الرابعة ومبنى التلفزيون. وروى شهود في المدينة ل«الحياة»، أن الحوثيين دخلوا مبنى المؤسسة اليمنية للأسماك، على مدخل التواهي، في ظل اشتباكات عنيفة مع مسلحي المقاومة ووسط عملية نزوح واسعة للسكان بواسطة قوارب صيد إلى ساحل مديرية البريقة المجاورة. وتواصلت المواجهات في أحياء خور مكسر والمعلا ودار سعد والمنصورة والشيخ عثمان، فيما أكدت مصادر محلية أن طيران التحالف شن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين، ودمّر آليات لهم في مناطق عدّة ورافق ذلك تقدُّم لمسلحي المقاومة. إلى ذلك، اتسعت المواجهات في مديرية لودر في أبين (شرق عدن) وفي مديريات محافظة لحج (شمال عدن)، بينما احتدم القتال في أطراف مدينة تعز ووسطها. وذكر شهود أن المواجهات في تعز دارت «في مفرق الذكرة وشارع الستين وجبل جرة وجبل الوحش وحي الجمهوري وحوض الأشراف ووادي القاضي ومفرق جبل حبشي، واستخدم الطرفان خلالها قذائف آر بي جي ومدافع هاون». وفي محافظة حجة دان حزب «الإصلاح» اعتداء الحوثيين على تظاهرة في مديرية شرس وقتلهم «ثلاثة وجرح عشرات واعتقال قيادات في الحزب واغتيال آخر في مديرية عبس». وقالت مصادر قبلية ل«الحياة» إن التظاهرة تحوّلت لاشتباكات مع الحوثيين سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وفي حين واصل مسلحو الجماعة تقدُّمهم نحو مدينة مأرب للسيطرة على المحافظة النفطية، قالت مصادر في المقاومة إن مسلحي القبائل الموالين لحزب «الإصلاح» وقوات موالية لهادي «صدّوا هجوماً حوثياً لاستعادة مواقع كانت الجماعة تسيطر عليها، وتمكنوا من قتل ثلاثة حوثيين وأسر اثنين في منطقة جبل صلب قرب مفرق الجوف في مديرية مجزر». وطاولت غارات التحالف المشاركة في عملية «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، مواقع للحوثيين في محيط صنعاء وصعدة (شمال)، ورافقها قصف بمدفعية الجيش السعودي على المناطق التي يتمترس فيها الحوثيون على الحدود لتهديد أراضي المملكة. وقال شهود إن القصف شمل مدينة صعدة ومواقع في الملاحيظ والظاهر ووادي لية والقفل والعبلا والحجلة والمنزالة ورازح ومفرق الطلح ومنبه وباقم. وامتد إلى مناطق الحصامة ومثلث شدا وجبل الصبة والصافية. وتعرضت منطقة نجران (جنوب السعودية) لسقوط قذائف عدة، سقطت عشوائياً في مواقع مختلفة داخل المدينة، وتسببت في إلحاق الضرر بعدد من المباني الحكومية والسكنية، ودفعت السلطات إلى تعليق الدراسة والرحلات الجوية. بيد أن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري أكد أن الوضع في نجران آمن، متوعداً المعتدين بالرد. وقال: «لن تمر الحادثة مرور الكرام». وأوضح أن القذائف هي قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا. وقال وزير التعليم السعودي الدكتور عزام الدخيّل عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أمس إنه أجرى اتصالاً بالطالبات المصابات في نجران للاطمئنان عليهن. وأضاف أنهن «على رغم إصابتهن، إلا أنهن حريصات على استمرار تحصيلهن العلمي». وأوضح العميد عسيري أن الميليشيات الحوثية استهدفت بعدد من قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا مستشفى ميدانياً في نجران. وأضاف أن تصرف الميليشيات الحوثية «ينسجم مع ما توقعناه من هذا النوع من الميليشيات، وهو رد على ما بادرت به قيادة التحالف أمس بطرح موضوع الأعمال الإنسانية والمساعدات الإنسانية، وتوقيف العمليات لفترات محددة، كي تتم مبادرة الأعمال الإنسانية». وأكد أن الوضع في نجران تحت السيطرة، وأن القوات البرية وحرس الحدود تقوم الآن بواجبها في التعامل مع مصدر هذه النيران، والقضاء على من تجرأ على الحدود السعودية، وكذلك القوات الجوية موجودة وتؤدي واجباتها في الجانب ذاته. وأوضح أن هناك إصابات في المستشفى الميداني، وسيصدر بيان مفصل من وزارة الدفاع يوضح نوع الإصابات. ورصدت «الحياة» انتشار وحدات متخصصة من الجيش والدفاع المدني لتفقد آثار الصواريخ والقذائف في مواقع سقوطها ومعرفة أنواعها وتحريزها، فيما منعت الجهات الأمنية المواطنين من الاقتراب من المواقع التي شهدت سقوط القذائف والصواريخ بشكل احترازي لسلامتهم. وشهدت بعض المواقع انقطاعاً للتيار الكهربائي، ما تسبب في إغلاق البنوك لأسباب أمنية.