حولت كارثة نوفمبر أهالي جدة، إلى أشخاص متأهبين على الدوام، فما إن تتلبد السماء بالغيوم، حتى يعلن غالبيتهم حال الطوارئ والاستنفار، لاسيما القاطنون في الأحياء المنكوبة أو المجاورة لبحيرة المسك، التي قضت مضاجعهم، وأجبرت الكثيرين على الرحيل إلى مناطق أكثر أمناً خشية انفجارها، في حال امتلائها بمياه الأمطار. واتخذ عدد من أبناء العروس كثيراً من التدابير والاحتياطات بعد الكارثة، فمنهم من جمع أغراضه الشخصية المهمة كالأوراق الثبوتية والمجوهرات ووضعها في حقيبة شخصية يسهل حملها عند حدوث مكروه (لاسمح الله)، فيما آخرون استعانوا بقوارب في منازلهم، وأزياء الغوض للسباحة ضد تيار السيول. وتقول هبة عبدالعزيز التي تسكن في حي السامر المجاور لبحيرة المسك إنهم عاشوا في رعب مع تساقط الأمطار على المحافظة ليل أول من أمس، خشية امتلاء البحيرة وتدفقها عليهم، مشيرة إلى أن والدها خلال هطول المطر استرجع المآسي التي عاشها الكثيرون بعد أن فقدوا أوراقهم الثبوتية في سيول كارثة نوفمبر، فعمل على جمع الأوراق المهمة والأشياء الثمينة في حقيبة شخصية يسهل حملها، في حال خروجهم من المنزل هروباً من السيل. وذكرت أنه حرصت على سلامة كتبها الجامعية، لاسيما بعد أن شاهدت كثيراً من زميلاتها ممن يقطن في الأحياء المنكوبة عشن معاناة لفقدهن ملازمهن وكتبهن الجامعية، لافتة إلى أنها عملت على وضع كتبها الدراسية والخاصة في حقيبة ووضعتها في موقع آمن يسهل الوصول عند الحاجة. وأضافت عبدالعزيز: « والدي بات يتتبع النشرات الجوية وأخبار الطقس، خشية هطول الأمطار وهو مالم يكن يفعله قبل كارثة نوفمبر»، مشيرة إلى أنه أصبح يمنع إخوتها من اللعب في الشارع خشية هطول الأمطار وهم بعيدون عن ناظريه. وأكدت فتون محمد أنها طلبت من إخوتها أن يشتروا قارباً، ليكون طوق نجاة لهم عندما تتدفق السيول، لافتة إلى أن كارثة نوفمبر حولت المطر من غيث إلى كابوس مزعج. وقالت: «حين هطلت الأمطار خلال ليلة الأربعاء الماضي عشنا في رعب وفزع، ورسم في أذهان الجميع المآسي والكوراث التي حدثت لسكان الأحياء المنكوبة» متمنية أن يعود المطر بشارة خير كما كان في السابق. وترى أن ذلك لن يتحقق سوى بإنشاء العديد من المشاريع الحيوية في المدينة كتصريف الأمطار والسيول، والاهتمام بالبنية التحتية «بدلاً من المجسمات الجمالية التي لا تعصم من الطوفان شيئاً». موضحة أن أشقاء زميلتها استعدوا للأمطار الأخيرة بملابس الغوص.