سعت فصائل سورية معارضة بينها «جبهة النصرة» إلى تكرار «سيناريو إدلب» في القلمون شمال دمشق، وشكلت «جيش الفتح» لخوض معارك ضد القوات النظامية و «حزب الله» قرب حدود لبنان، بالتزامن مع طرد فصائل معارضة أخرى خلايا محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من آخر معاقلها في القنيطرة. وأطلق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس محادثات ثنائية مع ممثلي جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية لاختبار إمكان العودة الى المسار السياسي وعقد «جنيف- 3». (للمزيد) وأعلنت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» ومصدر عسكري في الحزب، أن «اشتباكات اندلعت بين مقاتلي الحزب ومسلحين من جبهة النصرة شرق لبنان على الحدود مع سورية»، مشيرة إلى أن «مقاتلي حزب الله نصبوا كميناً لمقاتلي النصرة في مواقع متقدمة على مشارف بلدتي الطفيل وبريتال». وأوضح مصدر في الحزب: «اندلعت الاشتباكات... خسائرهم البشرية كبيرة جداً»، فيما أفادت «المنار» بإن مقاتلي «حزب الله دمروا خمس مركبات عسكرية وقتلوا ما لا يقل عن 12 مسلحاً». وترددت أنباء عن مقتل «قائد عمليات الحزب في القلمون». وكان عدد من الفصائل المعارضة بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» أعلن تشكيل «جيش الفتح» في القلمون في محاولة تكرار «سيناريو إدلب» عندما نجح تكتل معارض بالسيطرة على مواقع مدنية وعسكرية في شمال غربي سورية، ذلك ل «خوض معارك تحرير كبيرة في قرى القلمون التي خسرها الثوار العام الماضي وصولاً إلى تحرير كامل القلمون»، وفق شبكة «شام» المعارضة. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إن «سلوك حزب النظام الإيراني في لبنان يستدعي رداً وتدخلاً عربياً ودولياً»، داعياً الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إلى «ضبط الحدود وأن يتحملا مسؤوليتهما حيال حزب الله». من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات عنيفة أخرى بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط حواجز لقوات النظام في منطقة جبورين ومحيطها في ريف حمص الشمالي» (وسط البلاد) أسفرت عن سيطرة المعارضة على أربعة حواجز ومركزات لقوات النظام، ذلك في محاولة من مقاتلي المعارضة للتخفيف عن حلفائهم في القلمون. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، إن «الثوار حرروا في شكل كامل بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، آخر معاقل خلايا جيش الجهاد التابع لتنظيم «الدولة» في المنطقة»، فيما أفاد «المرصد» بمقتل «54 مقاتلاً بينهم 24 من جيش الجهاد خلال الاشتباكات» التي بدأت نهاية الشهر الماضي. وبدأ أمس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية زيارة الى دمشق هي الثانية خلال شهر، من أجل العمل على «تحييد مخيم اليرموك» عن النزاع العسكري وإخراج المسلحين منه وفك الحصار عنه، وفق ما قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبد الهادي. في لندن، قالت منظمة العفو الدولية أمس، إن قوات النظام تستهدف المدنيين في حلب شمال البلاد بهجمات «البراميل المتفجرة» التي أجبرت مستشفيات ومدارس على العمل تحت الأرض. ووصفت الهجمات بأنها «جرائم ضد الإنسانية». في جنيف، بدأ دي ميستورا مشاوراته السياسية بلقاء مندوب سورية لدى الأممالمتحدة حسام الدين آلا. وقال المبعوث الدولي إن بين الذين تمت دعوتهم نحو 20 دولة «وطيفاً واسعاً من الشباب والممثلين عن الشبان والساسة والشخصيات العسكرية والنساء والضحايا والمجتمع المدني والمهاجرين وزعماء دينيين ومحليين وغيرهم»، إضافة إلى ممثلي جماعات مسلحة ليست بينهم «جبهة النصرة» و «داعش».