أكدت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي واقتصاديون أن قرار مجلس الوزراء بخفض أسعار وقود الطائرات في مطارات المملكة سيدعم المسيرة التنموية في المملكة، وسيزيد عدد الرحلات الجوية خصوصاً الرحلات الداخلية، إضافة إلى زيادة تنافسية المطارات السعودية في المنطقة. شدد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني سليمان الحمدان، على أن قرار مجلس الوزراء بخفض أسعار وقود الطائرات بمطارات المملكة يؤكد حرص قيادة المملكة على دعم المسيرة التنموية وسعيها لتشجيع نمو قطاع الطيران المدني السعودي بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. وأوضح الحمدان في تصريح صحافي أمس، أن القرار يؤكد رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونظرته الثاقبة الرامية إلى النهوض بالاقتصاد السعودي وتعزيز حركة البناء في المملكة، بما يمكنها من مواجهة تحديات المستقبل بثقة واطمئنان. وقال إنه «بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من الهيئة العامة للطيران المدني في شأن توصيات اللجنة المشكلة لمراجعة أسعار الوقود في المطارات السعودية، ومقارنتها بالأسعار المعمول بها في مطارات المنطقة، أقر مجلس الوزراء عدداً من الإجراءات، من بينها قيام شركة أرامكو السعودية بخفض أسعار وقود الطائرات عن السعر المعلن، المبني على معادلة مرتبطة بالسعر الدولي، الذي تصدره الشركة بشكل دوري لأسعار الوقود الخاصة بالمطارات السعودية، وذلك من خلال خفض أسعار وقود الطائرات بمبلغ 15 هللة عن كل لتر في كل من مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومطار الملك خالد الدولي، وخفض أسعار وقود الطائرات بمبلغ 20 هللة عن كل لتر في بقية مطارات المملكة، على أن يطبق الخفض على جميع شركات الطيران التي تستخدم المطارات السعودية». وأوضح أن هذه القرارات ستسهم بشكل إيجابي في دعم تطور قطاع الطيران المدني السعودي وستشجع الشركات الناقلة على تطوير خدماتها ورفع مستويات الجودة، وستنشط حركة السفر بين المملكة والعالم. بدوره، قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين ل«الحياة» إن القرار سيسهم في تنافسية المطارات السعودية والمطارات القريبة من السعودية، خصوصاً أن هناك شكاوى من عدد من شركات طيران حول ارتفاع أسعار وقود الطائرات في المطارات السعودية قياساً بمطارات الدول المجاورة. وأضاف أن قرار الخفض سيسهم بشكل مباشر في إزالة معوقات تسببت في خروج شركات طيران محلية من السوق السعودية في الأعوام الماضية، كما سيزيل مخاوف بعض الشركات من دخول سوق الطيران السعودية، مشيراً إلى أنه من المفترض أن ينعكس هذا القرار إيجابياً على أسعار التذاكر بالانخفاض، وقال: «من المتوقع عدم حدوث تغير في أسعار التذاكر الطيران المحلية، ولكن من المتوقع أن تزيد الشركات الطيران المحلية عدد الرحلات الداخلية». وأوضح أنه من المرجح أن يكون للقرار انعكاس إيجابي من ناحية دخول شركات طيران جديدة لسوق النقل الجوي المحلية. غير أن المتخصص في قطاع السفر وليد السبيعي استبعد في حديثه ل«الحياة» أن يسهم قرار خفض أسعار الوقود في دخول شركات جديدة للعمل في سوق النقل الجوي السعودية، منوهاً بانعكاس القرار إيجابياً في زيادة عدد الرحلات محلياً للخطوط العاملة في النقل الجوي الداخلي. واعتبر أن القرار سيسمح لخطوط الطيران العاملة في السعودية بزيادة عدد رحلاتها داخل المطارات المحلية وحتى الدولية، لأن انخفاض الأسعار سيمنح المطارات السعودية القدرة على المنافسة في جذب خطوط الطيران لزيادة عدد رحلاتها. توقعات بزيادة الشركات الراغبة بالعمل في السوق السعودية قال نائب رئيس مجلس إدارة العضو المنتدب لمجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار، إن قرار مجلس الوزراء سيؤدي إلى زيادة الشركات العالمية والإقليمية الراغبة في العمل بالسوق السعودية، موضحاً في تصريح صحافي أمس، أن القرار يدعم الاقتصاد الوطني ويسهم في بناء اقتصادي قوي وخصوصاً في مجال الطيران والنقل الجوي. ورأى أن خفض أسعار وقود الطيران سيؤدي إلى زيادة رحلات ووجهات شركات الطيران، كما أنه يعد عاملاً مساعداً لتنمية قطاع الطيران في المملكة، مشدداً على أن القرار جاء وفق الاستراتيجية الجديدة للمملكة الهادفة إلى تشجيع الناقلات الجوية على استخدام المطارات، وتنمية الحركة الجوية في البلاد. وأكد أن الوقود من أهم العناصر التي تدخل في تكوين العمليات التشغيلية للطائرات، إضافة إلى رسوم الخدمات الأرضية، مبيناً أن هذه التكاليف يتحملها الراكب في نهاية الأمر، موضحاً أن القرار سينعكس على خدمة المواطن بشكل أفضل، من خلال زيادة الوجهات الداخلية وأعداد رحلات الطيران في الاتجاهات القائمة، وزيادة عروض شركات الطيران لمقابلة الطلب المستمر على الرحلات.