كرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحذير المجتمع الدولي من تدهور الأوضاع في ليبيا، مشدداً على ضرورة دعم الجيش والحكومة المعترف بها دولياً، فيما أعلنت الرئاسة أمس أن السيسي سيزور موسكو السبت المقبل للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين ل «عيد النصر» في الحرب العالمية الثانية. وكان السيسي التقى أمس في قصر الاتحادية الرئاسي مفوض الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة في الاتحاد الأوروبي ديمتريس أفراموبولوس بحضور وزير الخارجية سامح شكري. وتطرق النقاش إلى الأوضاع في ليبيا فشدد السيسي على «أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب في عدد من دول المنطقة، بينها ليبيا»، محذراً من «مغبة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وتداعياتها السلبية، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط ولكن على أمن المتوسط واستقراره». وشدد على أهمية «دعم مؤسسات الدولة الليبية المتمثلة في الحكومة والبرلمان المنتخب والجيش الوطني، فضلاً عن ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة العاملة على أراضيها». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن «المسؤول الأوروبي استهل اللقاء بالإشادة بالدور المحوري الرائد لمصر على الصعيدين العربي والإسلامي، مثنياً على جهود القيادة السياسية المصرية لمكافحة الإرهاب والهجرة الغير المشروعة، وهي الجهود التي تصب في مصلحة تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط. وأكد دعم الاتحاد الأوروبي ومساندة عملية التحول الديموقراطي الجارية في مصر». ونقل عن المفوض الأوروبي تأكيده أن «مصر يتعين أن تكون أهم شريك للإتحاد الأوروبي في عدد من المجالات، وفي مقدمها مكافحة الإرهاب، وأهمية أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون والتنسيق المشترك». وأشار السيسي إلى «العلاقات المؤسسية والتعاقدية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي عبر اتفاق المشاركة المصرية - الأوروبية وخطة العمل المنبثقة عنه، فضلاً عن تعدد وتكامل الكثير من الأطر التعاونية الأخرى بين مصر والاتحاد ومن بينها سياسة الجوار الأوروبي، وكذا الاتحاد من أجل المتوسط». وأشاد ب «العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي على الصعيد الثنائي، والتي تصب في مصلحة تعزيز علاقات مصر بالاتحاد كتكتل عملاق على الساحة الدولية». ونبّه إلى «أهمية البعد التنموي لمكافحة الهجرة الغير المشروعة وتطوير مسارات الهجرة المشروعة»، منوهاً إلى أن «الاستثمارات الأوروبية المباشرة في الدول المصدرة للهجرة ودول المرور من شأنها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، مما سيكون له أكبر الأثر في القضاء على الأسباب المباشرة التي تدفع بعض الشباب إلى الهجرة غير المشروعة». ولفت إلى «أهمية البعد التنموي في مكافحة الإرهاب من منظور شامل لا يقتصر على المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، بل يمتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية». وذكر الناطق باسم الرئاسة أن اللقاء شهد البحث في «برامج التعاون الأوروبية في مجالات الهجرة، إضافة إلى مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية على الساحة الداخلية والصعيد الإقليمي».