وأعلن أمس أن الرئيس اليوناني الجديد بروكوبيس بافلوبولوس سيزور القاهرة نهاية الأسبوع ليلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي بحث أمس مع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس في تعزيز التعاون العسكري، ودعا إلى «ضرورة التحرك العاجل لتدارك خطورة الموقف في ليبيا». وتأتي تلك اللقاءات قبل أيام من قمة ثلاثية تعقد في نيقوسيا وتجمع السيسي بالرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، سيتم على هامشها التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجال الطاقة والتنقيب عن النفط والغاز. وكان السيسي التقى أمس وزير الدفاع اليوناني الذي وصل إلى القاهرة أمس، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والسعي المتبادل إلى تعزيزها وتوثيقها في المجالات كافة». وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن «تفشي خطر الإرهاب وجهود مكافحته في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ليبيا، استأثرت بجزء مهم من اللقاء». ونقل عن الوزير اليوناني أن «بلاده تدرك وتقدر مدى الخطر الذي تمثله الأوضاع المتدهورة في ليبيا على أمن منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، أخذاً في الاعتبار التداعيات السلبية لتلك الأوضاع على ملف الهجرة غير الشرعية إلى دول شمال المتوسط». وأشار إلى «أهمية وقف الدعم المقدم للجماعات الإرهابية وتجفيف منابعه لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا». وذكر الناطق باسم الرئاسة أن السيسي «دان في شدة اغتيال المواطنين الإثيوبيين الأبرياء في ليبيا، مؤكداً استنكار مصر لهذه الأحداث البشعة التي تستهدف ترويع الآمنين والتي تعد مخالفة تماماً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي حض على حفظ النفس البشرية وحرم قتلها أو إيذاءها»، منوهاً إلى أن «تكرار مثل هذه الأفعال الإجرامية يعد بمثابة ناقوس خطر يستدعي ضرورة التحرك العاجل لتدارك خطورة الموقف في ليبيا». واعتبر السيسي أن «مهمة الناتو غير المكتملة في ليبيا تركت البلاد عرضة لتفشي أعمال الإرهاب والفوضى، ما يتعين معه اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمساندة الجيش الليبي ورفع حظر السلاح المفروض عليه، ودعم الحكومة الليبية والجيش الوطني، بما يساعد على إرساء دعائم الاستقرار وعودة الدولة الليبية في شكل مكتمل والحيلولة من دون تفشي هذه الظاهرة وانتقالها إلى دول أخرى، لا سيما في ضوء وجود العناصر الأجنبية التي تقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية في عدد من دول المنطقة». ورأى أن «خطورة الملف الليبي تستدعي تضافر جهود المجتمع الدولي بفاعلية أكبر لدحر الإرهاب والقضاء عليه»، منوهاً إلى أن «موقف مصر الرافض للإرهاب هو موقف شعبي عام يساند جهود الدولة المبذولة لمكافحة الإرهاب على أكثر من جبهة، سواء في سيناء أو على حدودها الغربية». وأكد الوزير اليوناني، بحسب الناطق المصري، «توافق بلاده التام مع وجهة النظر المصرية إزاء أهمية وأولوية تدارك خطورة الأوضاع في ليبيا، منوهاً إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية جنوب المتوسط يعد أحد أهم التحديات التي تهدد الدول الأوروبية، ويتعين إيلاؤه أولوية تحقق توازناً في تعامل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مع مصادر التهديد المختلفة». وشدد الرئيس المصري على أن بلاده «تدعم الجهود السياسية التي يقوم بها المبعوث الأممي برناردينو ليون في ليبيا، ويتعين استكمال هذه الجهود الدؤوبة بالتوازي مع تحقيق هدف استراتيجي واضح يتمثل في عودة الدولة الليبية ودعم الحكومة الليبية والجيش الوطني، وهو الأمر الذي سيساعد على عودة الاستقرار سريعاً إلى ليبيا، جنباً إلى جنب مع المضي قدماً على المسار السياسي». وكان كامينوس عقد في بداية الزيارة اجتماعاً مع نظيره المصري صدقي صبحي تناول «تطورات الأوضاع في المنطقة والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين»، وفقاً لبيان عسكري أشار إلى أن الجانبين بحثا في «أوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبات المشتركة بين مصر واليونان وتبادل الخبرات في مختلف المجالات». ونقل البيان العسكري المصري تأكيد كامينوس أن «التعاون العسكري مع الجيش المصري ذو أهمية استراتيجية بالنسبة إلى اليونان كجزء من تعزيز قوى الاستقرار في المنطقة»، فيما شدد صبحي على «عمق الروابط الراسخة التي تجمع البلدين، وتطلعه إلى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون المشترك بينهما». وأعلنت سفارة اليونان في القاهرة أن الرئيس الجديد سيزور مصر يومي 23 و24 الشهر الجاري، للقاء الرئيس المصري قبل أن يحضر الافتتاح الرسمي لدير مارجرجس في حي مصر القديمة التابع لبطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس، كما يلتقي مع ممثلي الجالية اليونانية في مصر وعدد من رجال الأعمال اليونانيين. وأوضحت السفارة في بيان أن بافلوبولوس سيؤكد للسيسي «دعم اليونان لجهود مصر من أجل تحقيق النمو والازدهار في مناخ يسوده الأمن والاستقرار، وسيشدد على العلاقات القديمة والراسخة بين مصر واليونان، سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، معرباً عن رغبة اليونان في مواصلة تطوير العلاقات التاريخية والمتميزة مع مصر، على أساس من التفاهم والدعم المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات». وكان السيسي التقى أول من أمس رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي» في حضور رئيس الاستخبارات المصرية خالد فوزي، وبحثا في العلاقات وعرضا «آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية». وأوضح بيان رئاسي أن اللقاء شهد «التأكيد على قوة روابط الصداقة بين البلدين وأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط بينهما، وحرصهما على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في مصلحة الشعبين المصري والأميركي، فضلاً عن المساهمة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما تم الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك كافة، لا سيما بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب».