تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بوقوف بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال عقب اختتام محادثات أجراها أمس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «إننا نقف مع حلفائنا وشركائنا كلما دعت الحاجة الى ذلك»، ورأى أن دعوته إلى المشاركة في قمة خليجية في السعودية اليوم هي «علامة صداقة ودليل ثقة في فرنسا وصدقيتها». وجاءت تأكيدات هولاند لدى افتتاحه المبنى الثالث للمدرسة فولتير القطرية - الفرنسية مع النائب العام القطري الدكتور علي بن فطيس المري رئيس مجلس ادارة هذا الصرح التعليمي. وشدد الرئيس الفرنسي على أن صفقة ال 24 طائرة «رافال» التي وقعتها بلاده مع الدوحة أمس (قيمتها بحسب المصادر 6.3 بليون يورو) والقابلة مستقبلاً على زيادة عدد طائراتها تمثّل «خبراً جيداً للاقتصاد الفرنسي ولصناعة الطائرات الفرنسية». وعبّر عن سعادته بوجود ثقة قطرية بالطائرات الفرنسية والفرنكوفونية والتعليم باللغة الفرنسية، قائلاً إن عقد «رافال» مع قطر هو الثالث مع دولة (مصر والهند) وبهذا تكون فرنسا قد باعت 81 طائرة من هذا الطراز. وفي شأن أوضاع المنطقة، قال الرئيس الفرنسي إن باريس تعمل على ايجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة و «تدعم العمليات العسكرية عندما تكون ضرورية»، مشدداً على أن بلاده «تعمل لمرحلة انتقالية في سورية لا تمر عبر بشار الأسد بل من خلال مرحلة انتقالية تجمع المعارضة وتسمح بالحوار مع بعض اطراف النظام». وأضاف: «أن باريس تعمل مع التحالف في العراق ضد الارهاب، وتبذل جهداً ديبلوماسياً ليكون الاتفاق مع طهران حول الملف النووي ضمانة حقيقة كي لا تحصل طهران على السلاح النووي». وكان هولاند استهل زيارته بعقد محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم في حضور نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وعدد من الوزراء، وأُعلن أنه تم «البحث في علاقات التعاون الثنائية بين البلدين الصديقين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها على مختلف الصعد، وبما يحقق المصالح الاستراتيجية المشتركة»، كما جرى «تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة بالمنطقة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وشهد هولاند والشيخ تميم توقيع صفقة طائرات «رافال» وعلى اتفاقية عقد تسليح هذه الطائرات والاتفاق الخاص ببرنامج امتلاكها والتوقيع على إعلان نوايا بين وزارتي الخارجية القطرية والفرنسية في شأن التعاون في تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وصدر بيان مشترك قطري - فرنسي قال إن زيارة هولاند تؤكد «عمق الشراكة الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين، والتي يغطي بُعدها الشامل كافة أوجه التعاون الثنائي. وأعطت الزيارة دفعة جديدة وطموحة للعلاقات بين البلدين، وبخاصة في مجالي الدفاع والأمن، إضافة الى المجال الاقتصادي والسياحي الذي يمكن أن يتوسّع في شكل أكبر بفضل إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الشينغن». وقال البيان إن أمير قطر والرئيس الفرنسي «شددا على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في عالم يعاني العديد من الأزمات، وفي هذا السياق، تعيد الجمهورية الفرنسية ودولة قطر تأكيد رغبتهما في تطوير تعاونهما في مجالي الدفاع والأمن. ويرحب البلدان، في هذا الصدد، بالاتفاق الذي أبرم اليوم (أمس) والذي ينص على شراء قطر 24 طائرة رافال مقاتلة، ما يؤكد اختيار دولة قطرفرنسا كشريك استراتيجي في مجال الدفاع. ويعتزم البلدان تطوير شراكة شاملة سعياً منهما الى تعزيز قدرات الجيش القطري، مع التركيز بوجه خاص على مجموعة من المعدات في بعض المجالات الرئيسية، كما هي الحال اليوم في مجال الطيران العسكري».