نفت وزارة الحج اشتراطها تحديد المذهب الذي ينتمي إليه الحاج، قبل مجيئه لأداء مناسك الحج، معتبرة ما أشيع في هذا الشأن في شبكات التواصل الاجتماعي «إشاعات يقصد منها تشويه سمعة المملكة»، مطالبة ب«توخي الحذر قبل نشر هذه الأخبار المشبوهة من دون تثبت». وتناقل رواد شبكات التواصل الاجتماعي نسخة «نموذج رسمي» يُظهر اشتراط معرفة مذهب الحاج قبل وصوله إلى الأراضي السعودية، على أن يكون الرد على ذلك السؤال «إلزامياً»! وفوجئ المغردون بهذه الاشتراطات من جانب الجهات المختصة في المملكة على حجاج الخارج الذين لم يأتوا من قبل. ولم تتوقف تلك الإشاعة عند ذلك، بل أخذت شكلاً يلمح إلى أن هذا الأمر سيطبق على حجاج الداخل أيضاً، عبر فرز الحجاج بحسب مذاهبهم! وأن ذلك ستترتب عليه «المساحة التي ستوضع لأتباع كل طائفة في المشاعر المقدسة، زاعمين أن ذلك «نتيجة متوقعة تبعاً للأحداث والصراعات الإقليمية في المنطقة العربية». فيما علمت «الحياة» أن النموذج وزعته الجهات المعنية بشؤون الحج في جمهورية باكستان، لأسباب تنظيمية تخصها، ولا علاقة للجانب السعودي بها. وفي ما يخص السعودية أكد مصدر في وزارة الحج أن هذا الأمر «عار من الصحة»، وقال ل«الحياة»: إن بثه «يقصد منه تشويه سمعة المملكة، ومحاولة شق الصف الإسلامي، عبر أعظم شعيرة يتوحدون فيها (الحج)»، مؤكداً أن «المملكة لا تفرق بين حجاج بيت الله تبعاً لألوانهم أو جنسياتهم، أو أي انتماء ينتمون إليه، وأي المذاهب الإسلامية ينتهجون»، مضيفاً: «إن المملكة تستثمر هذه الشعيرة في بث رسائل توحد المسلمين وتبعد عنهم التفرقة، وكل ما من شأنه نشر الكراهية بين أهل القبلة». وأوضح المصدر أن الصورة المتداولة للسؤال عن مذهب الحاج في النموذج المعبأ «لا علاقة لوزارة الحج بها، فلم يصدر منا أي تعميم في هذا الخصوص الذي يخالف سياسة المملكة في نبذ الطائفية والعنصرية، وكل ما يخالف ديننا الإسلامي»، مشيراً إلى أن هناك «جهات معادية للمملكة تهدف إلى نشر الإشاعات المغرضة، بقصد الإساءة وطمس الخدمات التي تقدم لحجاج بيت الله، لذلك نأمل بالكف عن تداول هذه الإشاعات، لأن نشرها غاية ما يرمي إليه من أصدرها، لذلك يجب الانتباه إلى هذا الأمر».