انتقلت عائلة العسكري اللبناني المخطوف لدى «جبهة النصرة» محمد طالب إلى جرود عرسال قبل ظهر أمس، وقابلت ابنها، وكان اللقاء الأول بين المخطوف وعائلته منذ خطفه في الثاني من آب (أغسطس) الماضي. وإذ اختلطت مشاعر العائلة بالفرح بعد فراق دام 9 أشهر، بمشاعر الضياع بشأن المفاوضات الجارية، فإن مسلّحي «جبهة النصرة» أصرّوا على تبليغ العائلة أن «المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا يفاوض» وفق عمّه علي طالب. وكانت عائلة طالب المؤلّفة من والدته سميرة، والزوجة هويدة وأولادها الثلاثة وشقيقته والعمة والخالة انتقلت برفقة عمّه علي إلى عرسال بعدما أُبلغت الخميس الماضي بأنها تستطيع زيارة المخطوف، وتحديداً إلى منزل الشيخ مصطفى الحجيري ومن هناك انتقلت النسوة إلى الجرود لمسافة زمنية تزيد على ساعة، فيما بقي العم في منزل الحجيري. وتم اللقاء لمدة تقل عن نصف ساعة. وأكدت هويدة طالب أنها وجدت زوجها «بصحة جيدة ويرتدي لباساً يتناسب مع زيّ المسلّحين». وأشارت إلى أن المسلّحين أبلغوا العائلة أن «لا مانع من إرسال طعام أعددتموه في منازلكم ومالاً». ولفتت هويدة إلى أن «العائلة سلّمت المسلحين ظرفاً فيه مبلغ من المال للعسكري المخطوف جورج خوري». وتحدّثت هويدة عن أن محمداً قال لها «إننا مقسّمون وجورج ليس معي». وقالت لدى عودتها إلى بلدتها رياق إن مسلحين أبلغا العائلة: «إننا نطلب من الدولة 4 نساء موقوفات في سجن رومية فقط لا غير، لكن الدولة ردّت بالرفض كي لا تخسر هيبتها، ونعمل على نقل العسكريين من مكان إلى آخر بسبب تعرضنا للقصف، ونخاف أن يصابوا وتتهمنا الدولة بقتلهم». وأضافت: «قالا لنا إن على الجيش وحزب الله عدم مواجهتنا بعد الحديث في بعض وسائل الإعلام عن قرب معركة القلمون، لأننا سنعدم الشباب فوراً مثلما أعدمنا علي البزال ومحمد حمية». ونقلت عنهما قولهما: «لا نريد الدخول في معركة مع الجيش اللبناني، وحزب الله يحاول توريطه». وتحدّثت هويدة عن أن المسلّحين قدّموا للأولاد سندويشات وشوكولا. وتترقّب بلدة طليا ومنطقة النبي سباط البقاعيتين ما سيصدر عن المستشفى العسكري في بيروت من نتائج فحوص ال «دي أن آي» التي تجرى على رفاتي جثمانين تسلمهما الجيش أمس قيل إنهما يعودان للعريف في الجيش علي العلي الذي كان خطف خلال معركة عرسال في 2 آب (أغسطس) الماضي مع عسكريين ثم قتله «داعش»، والمدني ممدوح يونس. وكان أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» عادوا عن قرارهم الذي اتخذوه قبل يومين بالتَّصعيد، بعد التسريبات الإعلامية بأن لا جدية ملموسة في المفاوضات مع «داعش». ولفت نظام مغيط شقيق العسكري المخطوف إبراهيم في بيان، إلى أنه «بعد تسارع الأحداث في ال24 ساعة الماضية وما لمسناه من تعامل شفاف من أصحاب الأيادي البيضاء، نعلن تراجعنا عن أي تصعيد والتزامنا الصمت». وقال: «نقف خلفهم ونشد على أيديهم»، آملين في أن «لا تكبَّل مساعيهم من قبل بعض الأطراف». واعتبر مغيط أن «خطوة التجاوب بتسليم جثة العلي نوع من الحلحلة».