يشهد لبنان توتراً إثر خبر إعدام أحد العسكريين الذين تحتحجزهم "جبهة النصرة"، وسط تصعيد من أهالي العسكريين، الذين طالبوا الحكومة بالاستقالة بسبب فشلها في حل قضية أبنائهم المخطوفين منذ 2 آب (أغسطس) الماضي بعد اشتباكات دامية بين الجبهة وتنظيم "داعش" من جهة والجيش اللبناني من جهة أخرى في منطقة عرسال شرق البلاد. وأعلن أهالي العسكريين "التصعيد المفتوح في المناطق كافة وبكل الوسائل والاتجاهات"، محمّلين الحكومة مجتمعة "مسؤولية قتل الجندي الشهيد علي البزال" الذي أعلنت "النصرة" في وقت متأخر من أمس الجمعة إعدامه. وكشفوا عن أنهم تلقوا رسائل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تفيد بأنه "سيعدم جميع العسكريين ما لم تُستجب مطالبه". وأكد الأهالي في مؤتمر صحافي من منطقة الصيفي حيث يقطعون الطريق، "عدم فتح الطرقات حتى أخذ قرار بحقن دم العسكري إبراهيم مغيط"، الذي تلقّى شقيقه رسالة تهديد من "داعش" بقتله. ودعا الأهالي الحكومة إلى "الاستقالة"، مناشدين جميع الأهالي من الشعب اللبناني إلى "التضامن معنا"، ومطالبين الجالية اللبنانية في كل الدول ب"التوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة"، كما دعوا الى "التحقيق الفوري ومعرفة من سرّب التحقيقات مع النساء المعتقلات". وقالت زوجة الجندي المخطوف خالد مقبل إنها تلقت اتصالاً من الجهات الخاطفة هددت فيه بتصفية جميع العسكريين المخطوفين. من جهة أخرى، عقدت عائلة البزّال مؤتمراً صحافياً في البزالية مسقط رأسه، طلبت فيه من الحكومة أن "تباشر فورا بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق إرهابيين موجودين في سجن رومية، قتلوا أبناء وطننا من مدنيين وعسكريين". واعتبر ذوو علي البزّال الشيخ مصطفى الحجيري، المعروف في عرسال ب"أبو طاقية"، مسؤولاً عن مقتل ابنهم، مطالبين السلطات اللبنانية بإجراء اللازم للقبض عليه. وكذلك اعتبرت عائلة البزّال السوريين الموجودين في بلدة عرسال "حفنة من الإرهابيين والتكفيريين الذين انقضّوا على أبناء جيشنا"، في إشارة إلى الاشتباكات التي أدّت في آب الماضي إلى مقتل 20 عسكرياً في الجيش و16 مدنياً وعشرات المسلحين. وأكّدت العائلة أنها لن تسمح لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في البلدة لإيصال أي مساعدات لهم "ابتداء من الآن". وسُجّل ظهور مسلّح في بلدة البزالية، حيث أقام شبان غاضبون حواجز ودققوا في هويات المارة. وكان أهالي البزالية خطفوا ليل أمس الجمعة، ثلاثة أشخاص من عرسال بعد انتشار خبر إعدام البزّال وأطلقوا النار على سوري كان برفقتهم تم نقله إلى المستشفى. وقطع أهالي العسكريين العديد من الطرقات، من طرابلس شمال البلاد وصولاً إلى وسط بيروت. وفي هذه الأثناء، استهدف الجيش اللبناني تجمعات المسلحين في جرود الديب في عرسال بالمدفعية الثقيلة، فيما استهدفت طائرة استطلاع مراكز قيادية لهذه المجموعات في وادي ميرا - الزمراني بصواريخ موجهة جو - أرض، ما أدى الى وقوع إصابات في صفوفهم. وكانت "جبهة النصرة" أعلنت أمس السبت إعدام العسكري الأسير لديها علي البزال وهددت بقتل آخر. وقالت في بيان نشر على حسابها الخاص على موقع "تويتر"، إن إعدام البزال هو "أقل ما نرد به على الجيش"، مؤكدة أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الأسيرات عند القيادة (الجيش)، سيُنفّذ حكم القتل بحق أسير آخر".