عاش أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الذين يعتصمون في ساحة رياض الصلح على وقع تطمينات صباحية من «النصرة» بوقف قتل بعض ابنائهم ما لبثت ان تلاشت بعد الظهر مع وصول تهديدات جديدة من «داعش»، وذلك بعد ساعات عصيبة من القلق والانتظار عاشوها منذ صباح أول من أمس ازدادت وتيرتها مع اطلاق التهديد بإعدام الجندي المخطوف علي البزال رداً على المعارك بين الجيش ومجموعات مسلّحة في طرابلس. فبعد أن أعلنت «النصرة» بدء تنفيذ عملية الإعدام بحق البزال عند العاشرة من صباح أول من أمس أجّلتها لغاية الساعة الثانية قبل أن توقف قرار التصفية بتدخل من «هيئة العلماء المسلمين». وما إن تنفس الأهالي الصعداء بخبر التأجيل حتى عاد الخوف يتربّص بهم بعد تلقّيهم إعلان «النصرة» قرارها مساء أول من أمس على حسابها على «تويتر» تنفيذ «حكم القتل بحق الأسير البزال في تمام الساعة الخامسة فجر اليوم (أمس) وإدارج إسم الأسير جورج خوري كورقة ضغط من أجل استدراك الوضع الداخلي في لبنان وأعذر من أنذر وذلك نظراً الى عدم استجابة الجيش لشروطنا» في شأن طرابلس. وطالبت «علماء اهل السنّة الذين لهم دور بتحريض الشارع السنّي على أن يهبّوا لنصرة إخوانهم في طرابلس الشام وإلا سيكون ما لا تحمد عقباه». وبعد ساعات صعبة في رياض الصلح، بين حالتي الإغماء والتشنّج اللتين أصابتا والدة جورج خوري نبيهة وشقيقته ماري وعائلة البزّال، زار عضو «كتلة المستقبل» النيابية هادي حبيش الأهالي عند الساعة 2 فجر أمس للاطمئنان في وقت قدم موفد من جانب النائب خالد الضاهر لينقل إليهم تضامن الأخير وليطمئنهم الى أن «النصرة» أجّلت عملية الإعدام والى أن العسكريين بخير، ما دفع حبيش للاتصال بالضاهر للاستفسار. وأكّد الضاهر وفق ما أبلغ بعض الأهالي «الحياة» أنه تواصل مع الشيخ مصطفى الحجيري الذي توجّه إلى جرود القلمون - عرسال وتواصل بدوره مع الخاطفين لإيقاف عملية الإعدام. وتوجّه ظهر أمس، وفد من الاهالي للقاء رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير وخرج من دون أي جديد، كما قال أحد الاهالي ل «الحياة». وفيما مرّ الوقت بطيئاً في ساحة رياض الصلح والأهالي يشعرون بأن ساعات الانتظار تكلّفهم المزيد من الإرهاق والتعب من دون اي جدية او حسم في هذه القضية، لم تفارق صورة الرقيب أول زياد عمر التي نشرتها وكالة «الاناضول» ضمن صور عدة منتقاة من شريط فيديو سيبث لاحقاً، زوجته صبرين. وبدا عمر فيها حافي القدمين وهو يسير مع زملائه. وقالت صبرين وهي تبكي: «بدت عليه حال الارهاق وجسده يبدو نحيفاً». وقال أحد أهالي المخطوفين ل«الحياة» أن زوجة المخطوف لدى «داعش» خالد مقبل حسن تلقت اتصالاً منه عصر أمس يبلغها أنه مهدد بالقتل مع المخطوف سيف ذبيان عند الساعة الثامنة صباح اليوم وأن «داعش» سيسمّي شخصاً ثالثاً لذبحه أيضاً صباح اليوم. وأبلغ الخاطفون زوجة مقبل أنهم طلبوا من وزير الصحة وائل ابو فاعور «شيئاً ما». وكان مصدر قيادي في «النصرة» أكد ل«الاناضول»، أن «العسكريين وجهوا أول من أمس رسالة إلى اللبنانيين، سيتم بثها عبر شريط فيديو، يحذرون فيها من أن حياتهم مرهونة بوقف الجيش اللبناني الحملة ضد أهل السنّة». إلا أن الصور الموزعة، لم يظهر فيها العسكري علي البزال، الذي كانت الجبهة هددت بإعدامه. وأوضح القيادي في «النصرة» أن «البزال ليس بين العسكريين الذين سجلوا الرسالة المرئية التي ستبث ومدتها بين 5 إلى 10 دقائق»، رافضاً توضيح سبب عدم ظهوره بين رفاقه الأسرى. وأشار إلى أن الرسالة التي وجّهها العسكريون «تتضمن مناشدة اللبنانيين الوقوف في وجه الجيش الذي يحرّكه حزب اللات (في إشارة الى حزب الله) لقتل أهل السنّة»، مشيراً إلى أن الأسرى دعوا إلى «الانشقاق عن الجيش». وحذر الأسرى من أن «حياتهم رهن باستجابة الجيش لوقف الحملة ضد أهل السنّة».