لا يزال حلم الهجرة إلى أوروبا يراود كثيرين من شباب أثيوبيا، على رغم مخاطر السفر في قوارب عبر ليبيا، والتهديدات بتعرضهم للقتل على أيدي تنظيم «داعش» كما حصل مع 28 أثيوبياً مسيحياً قتلهم التنظيم في ليبيا. وفي حي علقت فيه صور «الشهداء» ومعظمهم من أديس أبابا، قال شاب في العشرين من عمره تأثر كثيراً بفيديو يصور ذبح رفاقه ينتشر على الهواتف المحمولة منذ بثه في 20 نيسان (أبريل) الماضي: «كنا على وشك المغادرة. وسننتظر قليلا الآن، لكننا لن ننتظر فترة طويلة». وأضاف هذا الشاب الذي تكتم على هويته «سننسى كل ذلك في غضون أشهر، أما أوضاعنا فلن تتغير». ويعرف معظم سكان الأحياء الفقيرة في أديس أبابا، مهاجرين تمكنوا من العبور إلى أوروبا ووصلوا إلى مالطا وإيطاليا وبعضهم انتقل إلى بريطانيا وألمانيا أو السويد حيث «غيروا حياتهم وحياة عائلاتهم» كما يقول بعض الشباب الذين لا يحصلون وظيفة بسيطة أو عمل في ورش بناء مقابل أجر يومي بالكاد يبلغ 50 بير (2,5 يورو). ويمر الطريق إلى المنفى من أثيوبيا، بركوب حافلة إلى السودان المجاور، ومنه عبر الصحراء إلى ليبيا ومنها على متن زوارق متهالكة لاجتياز البحر المتوسط نحو السواحل الإيطالية. وانطلاقاً من أثيوبيا، تبلغ تكاليف الرحلة بين 2500 وخمسة آلاف يورو، تدفع إلى المهربين. وهذا المبلغ يشكل ثروة. ويتمكن المحظوظون من الوصول إلى أوروبا خلال أسابيع. ويقول هؤلاء إنهم إريتريون للحصول على حق اللجوء. ويبقى البعض عالقاً في السودان أو في ليبيا طوال أشهر، حتى تأمين المال لدفعه للمهربين. كما تنقطع أخبار كثيرين منهم ويطويهم النسيان. وأعرب مسؤول في تجمع للشبيبة تابع لأحد الكنائس عن أسفه لأن «عائلات كثيرة تشجع أبناءها على السفر ليرسلوا المال، بدلاً من الرهان على التعليم». وعلى رغم عمليات الإعدام الأخيرة التي نفذها تنظيم «داعش»، توجه مهاجران جديدان إلى ليبيا في الأيام الأخيرة. وتحاول الحكومة ردع الشبان عن الهجرة أيضاً، إذ طلبت من رعاياها عدم التوجه إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وهي تحضر قانوناً جديداً يفرض مزيداً من العقوبات على الإتجار بالبشر. لكنها لم تحرز نجاحاً ملموساً أيضاً.