قبل أسبوعين من موعد توقيع أطراف النزاع في مالي اتفاقاً للسلام في الجزائر، اندلعت معارك بين متمردين والجيش المالي في منطقة ليري في وسط البلاد قرب الحدود الموريتانية مساء أمس الأول، وفق ما أفاد مصدر عسكري مالي ونائب محلي. وصرح عقيد في الجيش المالي بأن «مجموعات المتمردين الطوارق المسلحين تشن هجمات علينا، ونحن نرد على النيران وندافع عن مواقعنا»، موضحاً أن المهاجمين وصلوا على متن عربات عدة من الجهة الغربية للمدينة. وأشار العقيد إلى أن «المتمردين الطوارق المسلحين ينتمون إلى تنسيقية حركات أزواد». وأكد نائب عن المنطقة في اتصال هاتفي وقوع مواجهات. وقال: «نحن نتعرض للرصاص. والجميع مختبئ في منزله. المتمردون يطلقون النار والجيش أيضاً». ووصلت الدفعة الأولى من جرحى المواجهات أمس، إلى مدينة باسكنو الموريتانية، حيث باشروا بتلقي العلاج في مركز المدينة الصحي. وقال الناطق الرسمي باسم «تنسيقية الحركات الأزوادية» أتاي آغ عبدالله، أن حصيلة المواجهات في مدينة ليري، تشير إلى سقوط قتيل واحد في صفوف المسلحين و5 قتلى في صفوف الجيش المالي، مضيفاً أن قواتهم سيطرت على كمية من السلاح وعربات تابعة للجيش المالي. وكانت تنسيقية حركات أزواد حذرت مساء الثلثاء الماضي في بيان من أنه لم يبق لها «من خيار سوى استخدام حقها في ممارسة الدفاع الشرعي لحماية الأهالي المدنيين ورجالها ومواقعها»، وذلك بعد سيطرة مجموعات موالية للحكومة المالية الإثنين على مينيكا (شمال شرق) قرب الحدود مع النيجر... وقال رئيس مهمة الأممالمتحدة في مالي منجي الحامدي الثلثاء أن «عملية السلام في خطر» بعد الهجوم على مينيكا وإطلاق متمردين النار خارج تمبكتو (شمال غرب) على عربات الأممالمتحدة. من جهة أخرى، وأمام تفاقم العنف في شمال مالي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معبراً عن قلقه في شأن «الانتهاكات الكبيرة لوقف النار التي شهدتها مالي في الأيام الأخيرة، في توقيت حساس من مسار السلام».