أكد السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري، أن العلاقات السعودية- اللبنانية «أسمى وأبعد من أن تتأثر بمواقف غير مسؤولة، وهي علاقة مع الشعب اللبناني»، شاكراً «الحكومة اللبنانية والمسؤولين والقيادات في مختلف المواقع وأبناء الشعب اللبناني الشقيق على ما عبروا عنه من مواقف تضامنية نبيلة مع قائد المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة في القرار الحكيم الذي اتخذه بمساعدة اليمن وإطلاق عاصفة الحزم». وكان عسيري يتحدث في حفلة تكريم أقامتها على شرفه جمعية خريجي المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت مساء أول من أمس، وحضرها حشد من الشخصيات السياسية والدينية والعسكرية وفاعليات. ونوه عسيري بجمعية المقاصد. وشدد على أن «وجود أبناء الجالية اللبنانية في المملكة وإقامتهم وعملهم في وطنهم الثاني وتقديرهم احتضان الشعب السعودي لهم وتقدير الشعب السعودي إخلاصهم، انعكاس حقيقي لهذه العلاقة، لا المواقف والخطابات التي تحرض وتوتر وتسعى إلى إيقاظ الفتنة». وقال: «سمعنا مع انطلاق «عاصفة الحزم» أصواتاً ضلت طريق العروبة وأمعنت في الدفاع عن مصالح جهات إقليمية من دون أن نفهم علاقة هذه الأصوات باليمن وسبب الاندفاع لتفضيل مصلحة الآخرين على مصلحة الوطن؟». وقال: «نفهم أن للجغرافيا السياسية تأثيرها وللامتداد الإقليمي، ولكننا لا نفهم كيف أن بعضهم مستعد لنحر بلاده وتعريضها لأسوأ الأخطار لمصلحة جهة خارجية». وتوجه الى الذين يتخذون موقفا عدائياً من المملكة ودول الخليج التي تدعم عاصفة الحزم، سائلاً: «لماذا المقامرة بمصلحة لبنان وبمصالح اللبنانيين، ولمصلحة من؟ إن المواقف التي تتخذونها لا تصب في مصلحة لبنان لأن الدول العربية هي المجال الحيوي للبنان شاء من شاء وأبى من أبى»، مشيراً الى «الدفعة الأولى من السلاح الذي تسلمها الجيش اللبناني من ضمن الهبة السعودية، تؤكد أن المملكة تدعم الدولة والشرعية اللبنانية والمؤسسات الرسمية وليس المليشيات وفئات ضد أخرى، لأن في منطقها وفي المنطق العام أن الدولة هي الجهة الوحيدة صاحبة السلطة والقدرة على الاحتفاظ بالسلاح واستعماله عند الاقتضاء. وهذه الهبة التي سيتوالى وصول دفعات منها خلال المرحلة المقبلة لتمكين الجيش اللبناني من حماية الحدود ومكافحة الإرهاب وهي غير مسبوقة وغير مشروطة، وتشكل دعماً لجزء من الأمن العربي». واستغرب تشكيك بعضهم «بهذه الهبة»، وقال: «إن أفضل رد على هذه الفئة هو أن لبنان يحتاج الى تضامن كل القوى السياسية لدعم وجود الدولة ودعم الانفتاح والاعتدال وصيغة العيش المشترك التي ينبغي على دول عديدة أن تستلهمها، بما فيها إيران. والمملكة حين تدعم لبنان لا تنظر ولا تستمع الى من يدعو للفتنة بل تندفع في الدعم لقطع الطريق على خطاب الفتنة، لأنه يؤذي لبنان، فالمملكة تسعى الى وأد الفتنة عبر تشجيع الحوار وتهدئة الشارع والدعوة الى المصارحة والمصالحة، فيما يسعى الآخرون الى تأجيج الفتنة في الداخل وفي دول في المنطقة». وخاطب «الانفعاليين» قائلاً: «إن الظروف التي تشهدها دول المنطقة، ومن بينها لبنان، تحتاج الى الحكمة والتروي والتعامل مع الواقع وليس إلى المكابرة والهروب الى الأمام. والحل الحقيقي لنقل البلاد إلى واقع أفضل يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يرعى حواراً وطنياً معمقاً يبعد لبنان عن الأزمات الإقليمية لأن هذا الاستحقاق مسؤولية وطنية منوطة بكل شرائح الوطن ومكوناته على حد سواء، لأن رئيس الجمهورية رمز وحدة البلاد وحامي الدستور ووجوده في موقعه يشكل ضمانة وعامل ثقة للداخل والخارج ولاستمرارية الدولة ومؤسساتها الشرعية».