شدد مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية خريستوس ستيليانيدس اليوم (السبت)، على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين أطراف النزاع في دولة جنوب السودان، محذراً من نفاذ صبر المجتمع الدولي إزاء الحرب الأهلية في البلاد. وقال ستيليانيدس إن "الحرب وتبادل اللوم يجب أن يتوقفا الآن، حان وقت السلام"، في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى جنوب السودان لمقابلة قادة الحكومة والمعارضة. واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان في كانون الأول (ديسمبر) العام 2013، بعدما اتهم الرئيس سيلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الإنقلاب على الحكم، وانهارت محادثات السلام برعاية أفريقية الشهر الماضي. وقال ستيليانيدس إن المجتمع الدولي محبط من هذا النزاع، ولكنه رفض التعليق على ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيفرض المزيد من العقوبات على قادة عسكريين وسياسيين. ففي العام الماضي، فرض الاتحاد تجميداً على الممتلكات، وأصدر حضراً للسفر لقياديين اثنين من الطرفين المتنازعين. وتابع المفوض "أنا قبرصي، و لذلك أعلم المشكلات التي من الممكن أن تنتج عن العنف الإثني"، في إشارة إلى انقسام الجزيرة بين القبارصة اليونانيين والأتراك. وأضاف ستيليانيدس "جميعنا لدينا رواياتنا عن تاريخنا، ولكن الأهم هو السلام والأمن، الحرب ليست حلاً، يجب التوصل إلى تسوية". وشدد المفوض على ضرورة أن تضمن قوات الأطراف المقاتلة جميعها وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المحتاجين وعدم التعرض لهم. وأسفرت هذه الحرب في الدولة التي أعلن قيامها العام 2011 ،عن مقتل عشرات الآلاف، ووفق الأممالمتحدة فإن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 12 مليون في حاجة ضرورية للمساعدة. وأكد ستيليانيدس أن "المجتمع الدولي موجود هنا للمساعدة لكن لا يمكنه دعم التنمية في غياب السلام". إلى ذلك، قال المفوض الأوروبي "لن نكون متفاجئين حال شهدنا هجرة من هذه المنطقة إلى أوروبا". في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى معالجة أزمة المهاجرين غير الشرعيين الذين سقط منهم المئات غرقاً في البحر المتوسط.