لندن - يو بي أي - تمكّنت مجموعة من العلماء من فكّ شيفرة الخريطة الجينية للنوعين الأكثر انتشاراً من مرض السرطان، سرطان الرئة وسرطان الجلد، في خطوة يرجح أن تحدث ثورة في عالم البحوث السرطانية. وذكرت هيئة الإذّاعة البريطانية «بي بي سي» أن العلماء اكتشفوا الخريطة الجينية لسرطان الجلد من نوع «ميلانوما» وافادوا أنها تحتوي على 30 الف خلل، معظمها ناتج من التعرض لأشعة الشمس. كما وجدوا ان شيفرة سرطان الرئتين تشمل 23 ألف خلل ينتج معظمها من دخان السجائر. وانطلاقاً من هذه المعطيات، يقدر الخبراء ان المدخن المتوسط يتعرض لتحوّر جيني واحد مع كل 15 سيجارة. وعلى رغم ان معظم هذه التحورات لا تكون ضارة، الا ان بعضها قد يشكل الشرارة التي تسبب سرطان الرئة. ويصف الخبير بيتر كامبل الذي أعد الدراسة التي نشرت في مجلة «الطبيعة» العملية بأنها لعبة قمار، «فمعظم التغييرات التي تلحق بالشفرة الجينية لا تحدث أي ضرر، لكن بعضاً منها قد يقع بالضبط في أماكن من الشفرة بحيث تؤدي الى الإصابة بالسرطان مباشرة». ويضيف كامبل انه بإمكان الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين تقليص احتمال الإصابة بسرطان الرئة الى معدل طبيعي مع الوقت. ويرد بعض العلماء ذلك إلى قدرة الرئة على استبدال اجزاء الجينوم (الخريطة الجينية) التي تعرضت لتحورات بسبب التدخين بأخرى سليمة من الأخطاء الجينية. وقال فريق البحث التابع لصندوق (ويلكوم) للأبحاث إن الخرائط الجينية التي اكتشفت مؤخراً لن تمهد الطريق لابتكار فحوص تمكن من تشخيص الإصابة بالسرطان في وقت مبكر فحسب، بل ستساعد ايضاً في اكتشاف المواقع الأكثر تأثراً بالعقاقير في الأورام نفسها. يذكر ان فرقاً علمية عدة في بلدان مختلفة تقوم حالياً بإعداد قوائم بيانات تحتوي على اسماء كل الجينات التي يصيبها الخلل عند الإصابة بالسرطان. فالعلماء البريطانيون على سبيل المثال يجرون أبحاثاً حول جينات سرطان الثدي، بينما يقوم زملاؤهم اليابانيون بالبحث في سرطان الكبد، والهنود في سرطان الفم. أما الصين، فتدرس سرطان المعدة بينما تبحث الولاياتالمتحدة في سرطانات الدماغ والمبيضين والبنكرياس. ويقول العلماء المشاركون في هذا المشروع الضخم انه سيتطلب حوالى خمسة اعوام ومئات آلاف الدولارات، لكنهم يؤكدون ان المصابين بالسرطان سيستفيدون حتماً من هذا المجهود.