لم يشكل ضعف النظر الذي يعاني منه أمين الهسي منذ صغره، عائقاً أمامه لممارسة هوايته كرة القدم والإبداع بها، بل التحق بأحد أندية قطاع غزة الرياضية المصنفة ضمن الدرجة الممتازة، وتفوق على نفسه، وأثبت جدارته في ممارسة اللعبة وقدم أفضل ما لديه. ظهر اللاعب الشاب أمين ضمن إحدى مباريات فريقه بنظارته لأول مرة، وقدم أداءً مميزاً، دافع فيه عن مرمى فريقه، وكان سبباً في فوزه بالكثير من المباريات، ما جعل مدربه يعتمده ضمن التشكيلة الأساسية للفريق، دون خوف أو تردد لوجود النظارة وضعف النظر الذي يعاني منه. ويوجد في قطاع غزة خمسة ملاعب معشبة فقط، و74 نادياً رياضياً، تتوزع على ثلاث درجات ضمن المسابقات الرياضية، الدرجة الممتازة، ثم الدرجة الأولى، فالثانية، فالثالثة، ويشرف اتحاد كرة القدم الفلسطيني عليها. يقول الهسي ل"مدرسة الحياة" :"أعاني من مشكلة كبيرة بالنظر، فكانت النظارة البديل الأفضل لتخفيف جزء من تلك المشكلة... بدأت لعبة كرة القدم منذ الصغر، ضمن صفوف نادي خدمات خان يونس، ولم يحالفني الحظ في اللعب أساسياً فترة طويلة لوجود حارس مرمى بارز وممميز". ويضيف: "قررت الانتقال إلى نادي الشافعي وهو مصنف ضمن الدرجة الثانية في ذلك الوقت، وأبدعت خلال لعبي معه، وساهمت في نقله إلى الدرجة الأولى، لذا قررت إدارة النادي الأم لي عودتي من جديد للفريق، وخلال إحدى المباريات، طرد الحارس الأساسي، فكانت فرصتي الذهبية للظهور من جديد وإثبات نفسي". بتابع اللاعب الشاب: "بالفعل سجلت تواجداً قوياً خلال المباراة، وتمكنت من صد ضربة جزاء، وساهمت في فوز الفريق بتلك المباراة، وبعدها أطلقت الجماهير علي لقب "كاسيس فلسطين"، وأصبحت الحارس الأساسي والأول للفريق رغم ضعف النظر". ويوضح أن الأطباء قدموا له نصيحة بتركيب عدسات لاصقة بدلاً من النظارات الطبية خلال اللعب، "لكونها مخفية ومحمية من الكسر، وتمنح مرونة أكبر بالقفز والحركة"، لكن الهسي رفض الفكرة ويواصل لعبه بالنظارة الطبية. ويطمح الهسي بتمثيل منتخب بلاده فلسطين لكرة القدم في البطولات الدولية كحارس أساسي، والاحتراف في أحد الأندية الدولية خارج قطاع غزة.