بات في حكم المؤكد أن الفرنكو جزائري مهدي لحسن، لاعب وسط ميدان نادي راسينغ سانتندار الإسباني، سيكون الورقة الرابحة للمنتخب الجزائري في خلال نهائيات أمم أفريقيا التي ستنطلق في العاشر من الشهر المقبل في أنغولا. وأفادت مصادر إعلامية أن لحسن (24 سنة) تسلم جواز سفره الجزائري بعد قبوله دعوة المدرب الجزائري للانضمام ل«الخضر»، وذلك بعد أشهر من الرفض. و بحسب ذات المصادر سيكون لحسن رفقة الجزائريين الآخرين بن يمينة (مهاجم يونيون برلين الألماني) وسلطاني (دان هاق الهولندي) الوجوه الجديدة التي ستحمل ألوان «الخضر» في أنغولا. وقالت مصادر متطابقة إن رابح سعدان يكون حدد ملامح القائمة المتنقلة إلى أنغولا، إذ تضم 23 لاعباً من بينهم الثلاثي الجديد، فضلاً عن قائمة احتياطية تضم سبعة لاعبين من بينهم عبدالمليك زياية (هداف وفاق سطيف) وحسين مترف (لاعب وسط وفاق سطيف) ومحمد مفتاح (مدافع وفاق سطيف). بيد أن مجيء لحسن استبقته عاصفة من الانتقادات صدرت أغلبها من وسط المنتخب الوطني نفسه من خلال تصريحات ألمح فيها عدد من اللاعبين إلى أن قدوم لاعب سانتندار الإسباني في هذا الوقت بالذات «غير مفيد على الإطلاق». وكان عنتر يحيى صاحب القذيفة التاريخية بمرمى الحضري أكثر اللاعبين انتقاداً للقرار، وصرح علنا بأن «قدوم لحسن سيفجر المنتخب». بينما رفض يزيد منصوري ومجيد بوقرة الإعلان صراحة عن رفضهما، لكنهما أكدا أن «قرار ضم لاعب أو إبعاده من صلاحيات المدرب رابح سعدان». وانساقت عدد من وسائل الإعلام إلى هذا السياق، وحذرت من الانفجار الذي قد يتسبب فيه قدوم اللاعب الذي طالما رفض تقمّص الألوان الوطنية. ولقي موقف لاعبي المنتخب الحاليين إزاء قرار ضم اللاعب مهدي لحسن انتقادات واسعة نجوم الكرة الجزائرية السابقين يتقدمهم النجم رابح ماجر وشريف الوزاني وغيرهما. وأعلن صاحب الكعب الذهبي بمرمى بايرن ميونيخ عام 1987 إنه «لا يحق لا لعنتر يحيى أو غيره من اللاعبين التدخل في صلاحيات المدرب الوطني»، مضيفاً: «إنه من صلاحيات المدرب رابح سعدان تعزيز صفوف المنتخب بما هو أنسب له، خصوصاً أن المنتخب، مثلما أعلنها سعدان صراحة، لا يزال يشكو من تقص خصوصاً في الخطين الأمامي ووسط ميدان. وأرى أن سعدان محق في جلب لحسن لأنه اللاعب الذي ينقص فعلاً خط وسط ميدان المنتخب». وتلاقى موقف ماجر مع موقف شريف الوزاني سي الطاهر، ثاني أفضل لاعب بأمم أفريقيا عام 1990، الذي أكد أنه «ليس من حق أي أحد التدخل في شؤون المدرب الذي يملك وحده صلاحيات جلب أو إبعاد أي لاعب». جاء موقغ ماجر وغيره انطلاقاً من تجربته الحية التي عايشها بمونديال المكسيك 1986 عندما اختلف المنتخب الجزائري إلى فريقين. أحدهما فريق المحترفين الذي يقوده مصطفى دحلب وحليم بن مبروك والثاني للاعبين المحليين يقوده الأخضر بلومي. وبسب الانقسام فشل المدرب – آنذاك- رابح سعدان في لمّ شمل المنتخب، وتجاوزت الأحداث إلى حد تدخل بعض اللاعبين بفرض إملاءاتهم ما انعكس سلباً على مشوار المنتخب الذي كان مرشحاً لتجاوز الدور الأول بسهولة تامة. ويرى الكثيرون أن قدوم لحسن سيقدم الإضافة المنتظرة للمنتخب الجزائري في خط الوسط، وذلك بفضل مهاراته العالية كلاعب وسط ميدان ارتكاز. لكنهم يخشون من رد الفعل السلبية لبعض ركائز المنتخب ضده. ويتهدد مجيء اللاعب، باعتراف الجميع، لاثنين من لاعبي المنتخب حالياً هما القائد يزيد منصوري (لاعب لوريون الفرنسي) الذي تراجع مستواه بسبب عامل السن (32 سنة) وخالد لموشية (وفاق سطيف) لتراجع مستواه أيضاً بسبب ضعف مستوى الدوري الجزائري. على صعيد آخر، رهن وفاق سطيف، حامل لقب الدوري الجزائري، في التصالح مع جماهيره وسقط على أرضه بالتعادل أمام الترجي التونسي (1-1) في ذهاب نهائي كأس شمال أفريقيا. كان أصحاب الأرض الأفضل طيلة أطوار المباراة، بعد بداية خطرة للضيوف، ولاحت لهدافه عبدالمليك زياية ثلاث فرص سانحة خلال المرحلة الأولى قبل أن يفلح زميله فاهم بوعزة بهزّ الشباك الضيوف من كرة ثابتة جميلة (د63). وكان بإمكان سطيف إضافة أهداف أخرى لكن خبرة الضيوف مكّنتهم من الوقوف بوجه حملات مهاجميه، ونجح بإدراك التعادل عبر صيام بن يوسف من كرة رأسية إثر ركنية منفذة بإحكام أودعها شباك الدولي فوزي شاوشي الذي يتحمّل والمدافعون مسؤولية الهدف (د82). وشهدت المباراة حضور نورالدين زكري المدرب الجديد لسطيف، لكن من دون تقديم الإضافة المرجوة، إذ بدا لاعبوه كاليتامى تائهين فوق الميدان. وعلّلت مصادر قريبة من النادي هذا الوجه الشاحب ب«الوضع المزري الذي يعيشه النادي بسبب عدم تلقي اللاعبين مستحقاتهم طيلة سبعة أشهر كاملة». ويخشى مشجعو «الكحلة والبيضاء» أن يستثمر الترجي في الوضع الكارثي للفريق، ويخطف منه لقب شمال أفريقيا بمباراة الإياب بعد أقل من أسبوع.