على رغم «الممانعة» التي قامت بها المجالس البلدية المتلاحقة، إضافة إلى أصوات عدد كبير من المهتمين بالجانب السياحي في المنطقة الشرقية، حيال مشروع متنزه الملك فهد الواقع بين الدمام والظهران والخبر، إلا أن أمانة المنطقة الشرقية أعرضت عن هذه الأصوات، ومضت في مشروعها، مدشنة أمس الجزء الأول من المرحلة الأولى من تطوير المتنزه وفتح أبوابه للزوار والمتنزهين، وذلك في حيز صغير بخلاف ما كان عليه في السابق. وانضم متنزه الملك فهد، والذي تبلغ مساحته 1.1 مليون متر مربع، ويعد أكبر متنزه على مستوى المملكة، إلى قبضة رجال الأعمال ومشاريع الاستثمار الخاصة، بينما كان الهدف من إنشائه 1407 كهدية شعبية عندما تولى الملك فهد مقاليد الحكم ليكون متنفساً لسكان المنطقة وروادها، وأن يتم تطويره وفق هذا الإطار، إلا أن الأمر أخذ في الأعوام الخمسة الأخيرة منحى آخر، أدى إلى إهماله ثم إغلاق بعض مرافقه، وأخيراً، دخل المستثمر ليحول تلك المساحات الخضراء التي كانت متنفساً للأهالي إلى فندق وشقق سكنية ومكاتب ومحال تجارية ومطاعم ستكون للنخبة من الأثرياء. وكان استطلاع للمجلس البلدي في حاضرة الدمام، نُشر في آذار (مارس) العام الماضي، أشار إلى تدني نسبة رضا المواطنين عن الحدائق والتشجير في مدينتي الدمام والخبر. مشيرين إلى أن متنزه الملك فهد يعتبر خسارة كبيرة في هذا الجانب، وأن صيانته كانت تتكلف سنوياً قبل إهماله ثلاثة ملايين ريال. بدوره أوضح المدير العام لإدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، في تصريح صحافي، أن الشركة المستثمرة تعمل حالياً على استكمال إجراءات العمل على تنفيذ إعادة تأهيل وإحياء المتنزه بحسب الجدول الزمني الذي وضع له، وذلك لخلق استثمار في حاضرة الدمام وليكون مقصداً لزوار المنطقة يقدم لهم خدمات متكاملة ومتنوعة تتعلق بالترفيه الداخلي والخارجي، لافتاً إلى أنه سيتم إنشاء «مجمع تجاري ومكاتب ومطاعم ومراكز للتسوق وسكن سياحي بجميع أنواعه (شقق وفنادق) متعددة المستويات، إضافة إلى منطقة النادي الصحي، ومنطقة الملاعب الرياضية التي تعتبر من إحدى مكونات المشروع». وذكر الصفيان في حفلة التدشين أنه «تم افتتاح المنطقة العامة الخضراء الخاصة بالزوار لتكون متنفساً للجمهور أثناء تطوير المشروع»، موضحاً أن المنطقة الخضراء «تتضمن حديقة عامة تحوي ممرات للمشي، ومقاعد لرواد المتنزه، والمنطقة المخصصة لألعاب الأطفال تشجع على ممارسة الهوايات وقضاء الوقت بشكل مفيد للكبار أو الصغار على حد سواء». ولم تذكر الأمانة المساحة التي خصصتها من المتنزه للأهالي والتي تبلغ أقل من عشر المساحة الفعلية للمتنزه، فيما ستكون البقية للاستثمار التجاري، كما أنها لم تشر إلى السبب الذي أدى إلى إلغاء المتنزه وتحويله إلى الاستثمار التجاري. وأضاف أنه تم إنشاء «مرافق خدمية للزوار، والتي تشمل الكافيتيريا والمصلى ودورات المياه، والعديد من الأنشطة الحركية الفعالة والمختلفة مثل: ملعبي كرة قدم للأطفال، وأحواض الشواء».