الضيافة، أو «المفاطيح» أو الذبائح. تعددت التسميات والأوصاف، إلا أن المعنى واحد، هو «طريقة أهالي جازان في التعبير عن تأييدهم لرجال القوات المسلحة، المرابطين على الحدود اليمنية». وفي جولة قامت بها «الحياة» على الشريط الحدودي، يشير أحدهم قائلاً «إذا تحدثت عن التموين، فإن هذا القطاع في القوات المسلحة، أصبح موفوراً تماماً. أهالي جازان يصرون على التعبير عن مشاعرهم، بأفضل طريق يرونها. إنهم يبعثون إلى الجنود، بالمندي والمظبي والمفطحات. والبعض الآخر، يرسل خرافاً على قيد الحياة. الكرم سيد الموقف هنا. لا يتحاورون». لكن أحاديث الكرم والتموين الفاخر، ليست وحدها التي تدور في ساحات «الخوبة» الحدودية، فهنالك أيضاً دوي الصواريخ والمتفجرات على الجانب الآخر، المحاذي لليمن. «عندما يأتي الاستخفاف من شخصية مدنية، لا ترى سوى الدبابات والقاذفات، يجيبه عسكري، يرى الأهوال من خلف جهازه اللاسلكي، «لا داعي للاستهتار. قلب المعركة ليس أبعد من 25 كيلو فقط. إنها الحرب». وأعرب عدد من شيوخ القبائل عن فخرهم واعتزازهم وهم يشاركون الوطن وجنوده البواسل، بأقل القليل. وقال الشيخ حسين فقيهي، «تلك الخطوة استمرار لما يقدمه أبناء المنطقة من مساهمات عينية ومعنوية لأبطالنا البواسل المرابطين على الحدود السعودية، وذلك لما تربوا عليه من عادات الكرم والاحتفاء بالضيوف، وتكاتف أبناء الشعب السعودي ومتانة اللحمة الوطنية بين أفراده تحت راية لا إله إلى الله محمد رسول الله، فهم يد واحدة مع قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز». بينما أكد الشيخ أحمد النخيفي من (العارضة) الحدودية، انهم يستقبلون أفراد القوات المسلحة بكل حفاوة وفخر «وهذا ما يمليه علينا واجبنا الوطني»، مضيفاً: «نحن مستعدون للمشاركة في حماية حدودنا وإنقاذ أشقائنا اليمنيين من الجماعات الإرهابية، وهو شيء ليس بمستغرب على مملكتنا فأمن اليمن هو من أمننا نحن ودول الخليج والعرب كافة».