كابول، واشنطن - يو بي أي، أ ف ب، رويترز - وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى أفغانستان أمس، في زيارة غير معلنة مسبقاً. وناقش مع الرئيس حميد كارزاي تنفيذ خطة نشر 30 ألف جندي أميركي إضافي خلال الشهور القليلة المقبلة، في وقت تلقى 16 الفاً منهم أوامر بالانتشار جنوب البلاد. وأوضح غيتس الذي سيلتقي ايضاً جنوداً اميركيين «لتأكيد ان الانتصار سيتحقق في افغانستان»، ان طلب الرئيس باراك أوباما الإسراع في نشر قوات بحلول الصيف المقبل سبب صداعاً «لوجستياً وعملياً» للجيش الأميركي، علماً ان «البنتاغون» كان يخطط لنشر التعزيزات خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهراً. لكنه كشف ان «البنتاغون» لم يكن ليقبل بجدول زمني قصير لولا تأكيد المسؤولين اللوجستيين ان الأمر ممكن، «على رغم ان الحمل سيكون ثقيلاً في نهاية المطاف». وأشار غيتس إلى ان المسألة الأبرز التي سيناقشها مع كارزاي هي سرعة الأفغان في تجنيد قوات امن وتدريبها والاحتفاظ بها، وهو الشرط الرئيسي لانسحاب القوات الأميركية المفترض أن يبدأ في تموز (يوليو) 2011. وفيما اقرّ بأن اموراً كثيرة تأخرت في افغانستان، اعلن الرئيس الأفغاني ان بلاده لن تستطيع بمواردها الخاصة تمويل جيشها وشرطتها خلال السنوات ال15 المقبلة من دون مساعدة الولاياتالمتحدة. وقال: «نأمل بأن تساعد المجموعة الدولية وحليفنا الرئيسي الولاياتالمتحدة على تمويل قوات الأمن الافغانية، علماً اننا نسعى الى تولي مهمة السيطرة على امن بلادنا خلال خمسة اعوام». وفي واشنطن، كشف بريان وايتمن، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، ان فرقة اولى تضم 1500 من عناصر قوات مشاة البحرية (المارينز) ستصل الى افغانستان قبل نهاية الشهر الجاري، و «هم يأتون من قاعدة «كامب لوغون» (كارولاينا الشمالية، جنوب شرق)». وأضاف ان «6200 جندي سيرسلون مطلع الربيع العام المقبل، اضافة الى 800 من عناصر المارينز المتمركزين في كامب بندليتون في كاليفورنيا (غرب)، كما سترسل الفرقة العاشرة في الجيش الأميركي 3400 رجل، الربيع المقبل ايضاً، للمساعدة في تدريب قوات الأمن الأفغانية، ثم سينتشر 4100 جندي اضافي بحلول الربيع. الى ذلك، شرح قائد القوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال والسفير الأميركي في افغانستان كارل إيكينبري للكونغرس آلية تغيير التعزيزات الجديدة موازين الحرب الأفغانية المستمرة منذ ثماني سنوات، في وقت يصف منتقدون استراتيجية الرئيس أوباما بأنها «غامضة ومتناقضة»، باعتبار انه يدعو الى سحب القوات الأميركية من أفغانستان في تموز 2011، في وقت يأمر بإرسال قوات اضافية. وقال هاوارد مكيون العضو الجمهوري في لجنة الدفاع بالكونغرس: «اريد ان اعرف اذا كان ما حصل عليه ماكريستال يتوافق عملياً مع ما طلبه»، وهو ارسال 40 الف جندي. وفي استطلاع جديد للرأي اجرته جامعة كينيبياك (كونيكتيكت، شمال شرق) ارتفع الدعم الذي يقدمه الرأي العام الأميركي للحرب في افغانستان وإدارتها الى 58 في المئة، في مقابل معارضة 37 في المئة له، وذلك بعد اسبوع على اعلان اوباما ارسال 30 الف جندي اضافي. ووصل الى كابول ايضاً، وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث، وذلك غداة ارتفاع عدد قتلى القوات البريطانية في افغانستان إلى مئة جندي هذه السنة، و237 منذ نهاية عام 2001. وأعلن الكولونيل ديفيد ويكفيلد، الناطق باسم القوات البريطانية في ولاية هلمند (جنوب) ان زيارة إينزوورث «روتينية» للقوات البريطانية في جنوبأفغانستان»، في وقت اغضب ارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية خلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الناخبين البريطانيين، ما ادى الى اتهام رئيس الوزراء غوردن براون الذي يواجه معركة حامية للفوز في الانتخابات التي تجرى في حزيران (يونيو) المقبل بالتقصير في مهمة تزويد القوات البريطانية بالمعدات الكافية، وتبرير مهمة هذه القوات في أفغانستان. ميدانياً، قتل أربعة أفغان بالرصاص في احتجاج نظم شرق البلاد احتجاجاً على هجوم شنته قوات الحلف الأطلسي (ناتو) شرق البلاد، فيما نفت قوات الحلف الأطلسي (ناتو) قتلها اي مدني في عملية في ولاية لغمان شرق البلاد ايضاً، على رغم تأكيد مسؤول افغاني سقوط 12 قتيلاً في الهجوم. وأوضحت الكابتن في «المارينز» نعلم بمزاعم حول وقوع خسائر بين المدنيين، لكن لا تقارير عن عمليات تدعم مزاعم إيذاء مدنيين بينهم نساء وأطفال خلال العملية».وأدى تزايد الخسائر في أرواح المدنيين على يد القوات الغربية إلى تصاعد الغضب إزاء هذه القوات، والذي يقول الجنرال ماكريستال إنه يقوض المهمة «الأساسية».