تنطلق اليوم الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» بمشاركة شخصيات سورية معارضة ومن المجتمع المدني، قبل أن تجتمع على طاولة مستديرة مع ممثلي الحكومة السورية بعد غد، في وقت بدا أن التركيز سيكون على القضايا الإنسانية مقابل تراجع المسائل السياسية عن اللقاء التشاوري. وقال مشاركون إنهم لا يتوقعون إحراز أي تقدم كبير تجاه إنهاء الصراع الذي قتل أكثر من 220 ألف شخص في سورية منذ بداية عام 2011. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قاطع الجولة الأولى من المحادثات التي أجريت في موسكو في كانون الثاني (يناير) ولم تسفر عن أي نتائج. وقال «الائتلاف» إنه لن يشارك إلا إذا كانت المحادثات ستؤدي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد حليف روسيا، مضيفاً إنه سيقاطع الجولة الثانية من المحادثات التي من المقرر أن تستمر حتى الخميس. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى أمس سفير سورية لدى موسكو رياض حداد ل «إعداد جولة جديدة للحوار السوري في موسكو». ونقلت «قناة روسيا» عن وزارة الخارجية الروسية قولها: «إن اجتماع الديبلوماسيين الروسي والسوري في موسكو يحظى باهتمام خاص لتمهيد اللقاء التشاوري السوري الثاني الذي سيعقد في الفترة من 6 إلى 9 من الشهر الحالي في العاصمة الروسية". وتقول روسيا إن الأولوية يجب أن تكون الآن لمحاربة الإرهاب في سورية ودعت المعارضة إلى العمل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف. وقالت رندا قسيس العضو السابق في «الائتلاف» التي تفضل الآن إجراء محادثات مع دمشق بسبب اتساع نفوذ الإسلاميين في سورية إن المحادثات يجب أن تركز على إجراءات بناء الثقة بما في ذلك ضمان وصول الإمدادات الإنسانية. وأضافت قسيس التي ترأس الآن «حركة المجتمع التعددي» ل «رويترز» إنه لا يمكن أن يحدث انتقال سياسي من دون تنازل من الطرفين. ولم تذكر موسكو أياً من شخصيات المعارضة ستحضر، لكن من المرجح أن يكونوا أشبه بمن شاركوا في كانون الثاني، عندما حضر أكثر من 30 ممثلاً من جماعات مختلفة معظمهم من جماعات يتسامح معها الأسد أو من يوافقون على أن التعاون مع دمشق ضروري لمحاربة صعود تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن السلطات السورية أفرجت عن 650 سجيناً من ثلاثة سجون على الأقل في دمشق في الفترة من 25 إلى 27 آذار (مارس) بينهم نساء وأطفال وسجناء سياسيون ومقاتلون. وأبلغ ديبلوماسيون روس معارضين أن ذلك حصل بناء على طلب موسكو، لكن معارضاً أعلن أنه غير متأكد من خروج بعض هؤلاء من السجن في شكل فعلي. وقال عضو في «هيئة التنسيق الوطنية السورية» المعارضة ومقره موسكو إن ذلك ليس كافيا وإن أي محاولة من دمشق لربط الإفراج عن هؤلاء الناس والمحادثات سيكون «مجرد تمثيلية». وأضاف طالباً عدم نشر اسمه: «سنرى ما سيأتي به وفد الحكومة بما في ذلك على الجبهة الإنسانية ولكني لا أتوقع أي شيء استثنائي. سيكون استكمال للحوار على أفضل تقدير». ومن المتوقع أن يشارك في اللقاء كل من رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم ونائبه صالح مسلم الذي يترأس «الاتحاد الكردي الديموقراطي»، إضافة إلى رئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة، مقابل مقاطعة «الائتلاف». من جهته، أعلن رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين في بيان انه لن يشارك «بسبب عدم رفع منع السفر» من قبل السلطات السورية، مؤكداً أنه «ما زال متمسكاً بضرورة حل الأزمة بطريقة سياسية عبر التفاوض، وهو مستعد دائماً للمشاركة في أي مسار سياسي من شأنه المساهمة بحل الأزمة». وقالت الناشطة ريم توركماني إنها ستشارك «أملاً بأن نستطيع أن نبدأ عمليات على مسارات تقوم بتحقيق فرق ملموس في تحسن الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان والتهدئة في بعض المناطق علَّ هذه الخطوات تلعب أيضاً دور كخطوات بناء ثقة تمهيداً لحل سياسي على طاولة دولية وعلى أساس جنيف1».