يعتزم وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة احمد الجربا زيارة موسكو في منتصف الشهر المقبل لإجراء محادثات مع مسؤولين روس. وقال الأمين العام ل «الائتلاف» بدرس جاموس لإذاعة ريا-نوفوستي العامة ان «تاريخ الزيارة يومي 13 و14 كانون الثاني (يناير) كان قد حدد في السابق مع وزارة الخارجية الروسية». ويترأس الوفد الجربا بعضوية جاموس ونائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور، في حال جرى اعادة انتخابهم في اجتماع الهيئة العامة المقرر في اسطنبول يومي 5 و6 الشهر المقبل. وقال جاموس: «قبل الانتخابات لا نستطيع ان نؤكد ان الزيارة ستتم خلال هذه الفترة تحديداً، وسيعلن عن الموعد الرسمي بعد هذه الانتخابات». وكان الجربا قد اعلن في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الجاري عزمه التوجه الى روسيا، حليف الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً الى انه تلقى دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقيام بهذه الزيارة. وقال الجربا في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الهدف من الزيارة هو «اقناع المسؤولين الروس ان مصلحتهم هي ان يكونوا مع الشعب السوري وليس النظام». ومن المفترض ان تتم الزيارة قبيل انعقاد مؤتمر «جنيف2» في 22 المقبل في بلدة مونترو السويسرية. ويهدف المؤتمر الى جمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في محاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري الذي اسفر حتى الآن عن مقتل 126 ألف شخص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وسبق ل «الائتلاف» ان اعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر الدولي، شرط الا يكون للرئيس الأسد اي دور في المرحلة الانتقالية. وتعارض روسيا وضع مثل هذه الشروط. وروسيا التي تريد التوسط من اجل انهاء النزاع سبق لها ان استضافت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وفداً من الحكومة السورية بغية الإعداد لمؤتمر «جنيف2». واتهم «الائتلاف» في بيان اصدره اول من امس حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها «شريكة بالدم بالسوري» من خلال تقديمها مختلف انواع الدعم لنظام الأسد، ذلك بعدما وقعت وزارة النفط السورية اتفاقاً ضخماً مع شركة «سيوزنفتا غاز» الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، في عقد يشمل عمليات تنقيب في مساحة 2190 كيلومتراً مربعاً في مياه البحر المتوسط المقابلة لمدينتي طرطوس واللاذقية غرب سورية. وقال عضو في الهيئة السياسية ل «الائتلاف» امس انه: «اذا اردنا الذهاب الى مؤتمر جنيف لابد من تخفيف دعم موسكو للأسد ولابد من التواصل معهم قبل المؤتمر»، لافتاً الى ان «الخيار الوحيد المطروح امام الجميع هو مؤتمر جنيف». وأشار مصدر في المعارضة الى ان اتصالات تجري بين اطراف المعارضة خصوصاً بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) بهدف عقد لقاء تشاوري للمعارضة في القاهرة في بداية العام المقبل وقبل زيارة الجربا الى موسكو. وقال ان الاتفاق بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» هو على المشاركة ب «وفد مشترك» في «جنيف2». وكانت «هيئة التنسيق» طرحت مبادرة لعقد مؤتمر تشاوري بمشاركة «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» و«الهيئة الكردية العليا» وشخصيات وطنية تحضره نحو 40 شخصية لتوحيد الوفد والرؤية السياسية ازاء المؤتمر الدولي. كما اتفق الأكراد بعد مفاوضات في اربيل على توحد الرؤية السياسية بحيث يمثل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي الكردي» عبد الحميد درويش الأكراد في وفد المعارضة الذي من المقرر ان يضم 15 شخصاً.