اعتبر وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي معركة تكريت «درساً في إدارة المعارك الكبرى»، فيما توقعت مصادر أمنية أن يعمد تنظيم «داعش» إلى تكثيف هجماته على القوات الموجودة في تكريت، بعد هجوم شنه على جنوبالمدينة أمس. وأفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، بأن 17 عنصراً من مقاتلي «الحشد الشعبي» الذين يساندون القوات الحكومية في المعركة، سقطوا بين قتيل وجريح في هجوم شنه «داعش» جنوب تكريت، وقال: «إن الإرهابيين من الخلايا النائمة لتنظيم داعش شنوا هجوماً على مقاتلي الحشد الشعبي في قرية الرميلات جنوب مدينة بلد، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين». وأشار إلى أن «الهجوم أسفر عن مقتل خمسة عناصر من الحشد الشعبي، وإصابة 12 آخرين بجروح، فضلاً عن إلحاق خسائر بشرية ومادية فادحة بعناصر التنظيم مع عدم تمكنهم من السيطرة على القرية التي هاجموها». وتوقّع المصدر «أن يعتمد تنظيم داعش على خلاياه النائمة في تنفيذ العمليات على القوات الأمنية والمقاتلين المساندين لها من الحشد والعشائر في محافظة صلاح الدين لفقدانه السيطرة على معظم مناطقها ومن ضمنها مدينة تكريت». واعتبر وزير الدفاع خالد العبيدي في كلمة وجهها بعد إعلان تحرير تكريت هذا الأسبوع «أن عملية تحرير مدينة تكريت من سيطرة تنظيم داعش قدّمت درساً رائعاً في إدارة المعارك الكبرى»، وأضاف: «لقد أوفت قواتكم الباسلة ومددها وظهيرها العظيم من قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر بالعهد وحققوا نصراً مؤزراً، وبأداء ملحمي نادر عُمّد بالشهادة وخُط بالتضحيات والبطولات»، مشيراً إلى أن «نصر تكريت وضعنا على أعتاب مرحلة أخرى سنملأها عملاً واستعداداً وعزيمة وهمّة ورؤية لنكون قريباً وبعون الله في أنبارنا العزيزة كما في ربوع نينوى محررين منشدين أناشيد النصر والخلاص». ودعا العراقيين إلى «المزيد من الصبر والثبات والعطاء والتواصل ومد جسور الثقة مع جيشكم الباسل»، مضيفاً: «لقد كنتم سنداً حقيقياً لجيشكم وهو يخوض حرب الدفاع المقدس عن تراب العراق وستظلون كذلك على مدى الأيام». من جهة أخرى، أشاد قادة تحالف القوى الوطنية السنّّي خلال لقائهم الوزير خالد العبيدي بما وصفوه ب «البطولات الفذّة للمقاتل العراقي»، وقال مكتب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي في بيان: «إن رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ومجموعة من نواب أعضاء تحالف القوى أكدوا خلال زيارتهم وزير الدفاع خالد العبيدي أن تحرير تكريت بوابة للنصر النهائي الكامل الذي سيحققه العراقيون على داعش في كل بقعة عراقية». وتابع البيان أن النجيفي «أشار إلى أن تحرير تكريت حافز للتعاون ورص الصفوف بغية الانطلاق نحو أفق وطني لا يكون فيه لتنظيم داعش الإرهابي فرصة للسيطرة أو بث سموم التخلّف والعدوان»، فيما أثنى رئيس البرلمان سليم الجبوري على «البطولات والتضحيات الكبيرة التي قدمتها الوزارة خلال المعركة»، ووصف «هذا النصر بباكورة الانتصارات المقبلة في الأنبار الصامدة ونينوى الجريحة». وأوضح الجبوري أن «النصر الذي تحقق في تكريت لا يعني نهاية المطاف»، داعياً «القيادات العراقية إلى السعي الجاد من أجل إعادة النازحين كافة إلى مناطق سكناهم». وأعلنت الولاياتالمتحدة، في غضون ذلك، تنفيذ 14 ضربة جوية ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، وأوضح بيان عسكري أميركي أن «سبع غارات نفذت في سورية على أهداف بالقرب من كوباني (عين العرب) والحسكة خلال الساعات الأربع والعشرين التي انتهت صباح الأربعاء». وأردف البيان أن «سبع ضربات في العراق وجهت لأهداف بالقرب من مدن عدة بما في ذلك الموصل وكركوك». وأعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن حكومة هولندا تعتزم إرسال ما لا يقل عن ست طائرات من طراز «إف 16» و400 عسكري إلى العراق لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد تنظيم «داعش». وقالت الوزارة في بيان أن «هذا الاتفاق هو واحد من العديد من الاتفاقات مع الدول الغربية، والذي من شأنه أن يعزز كثيراً قدرات القوات العراقية»، وأضافت أن «القوات العراقية تركت مع الكثير من المهمات والواجبات في المناطق التي تم استعادتها وهي في حاجة للمساعدة في رعاية السكان النازحين للعودة إلى مناطقهم وتقديم الخدمات وتحقيق الاستقرار في تلك المناطق». وفي الأنبار أعلن رئيس مجلس صحوة العراق وسام الحردان أن «القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر حرروا منطقتي البو جليب والبو ريشة من دنس عصابات داعش الإرهابية»، مشيراً إلى أن «الخرق الأمني الذي حصل في المنطقتين عولج بالسرعة الممكنة». وأضاف أن «المعركة الأساسية لكسر قوة عصابات داعش ستكون في محافظة الأنبار»، مؤكداً أن «عصابات داعش بعد تعرضها للهزيمة في مدينة تكريت تحاول تعويض تلك الخسائر عبر مهاجمتها بعض الأهداف». وأفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة على الطريق الدولي السريع شمال مدينة الرمادي. وأوضح أن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وبمساندة مقاتلي العشائر وبإسناد من طيران الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على الطريق الدولي السريع بالقرب من منطقة البو عيادة شمال مدينة الرمادي بعد مواجهات واشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش». وفي كركوك أكد مصدر أمني مقتل 16 عنصراً من «داعش» بقصف نفذه التحالف الدولي على مواقع تابعة للتنظيم بينها أكبر مستودعات تخزين الأسلحة جنوب غربي المحافظة. وقال المصدر أن «طائرات تابعة للتحالف الدولي قصفت مواقع مسلحي داعش في عدد من القرى التابعة لقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك»، لافتاً إلى أن «القصف استند إلى معلومات دقيقة عن احشتاد المسلحين في تلك المواقع».