علمت «الحياة» من مصادر في الموصل أن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على المدينة استعان بمقاتلي «النخبة» الذين استقدمهم من سورية، بعدما شعر بفقدان السيطرة بسبب الغارات الجوية للتحالف الدولي، كما واصل سلسلة إعدامات بحق السكان بتهم العمالة. إلى ذلك أعلن تنظيم «داعش» قتل «27 مسلحاً شيعياً» في عملية انتحارية في ناحية جرف الصخر التي استعادها الجيش منذ أيام قليلة. وقال سعد البدران، وهو أحد شيوخ عشائر الموصل ل «الحياة» أمس إن «عناصر داعش بدأوا يشعرون بفقدان السيطرة على المدينة الواسعة، بعد الضربات الجوية الموجعة التي تلقاها خلال اليومين الماضيين». وأوضح أن «عناصر التنظيم بدأوا التحصن في مواقعهم وتغيير معسكراتهم بعد غارة جوية استهدفت الجمعة أكبر تجمع له في منطقة الكندي، وأعقبها حملة اغتيالات لعناصره». وكشف أن «داعش جلب المئات من مقاتليه من النخبة من سورية وغالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية إلى الموصل، لضبط الأوضاع فيما لوحظ اختفاء عناصر التنظيم من العراقيين، كما تقلص عناصره الذين يراقبون الأسواق والشوارع ويحاسبون النساء اللواتي لا يرتدين النقاب». وأشار إلى أن «التنظيم واصل اعتقال عدد من سكان المدينة، خصوصاً ضباط الجيش والشرطة وموظفين وأساتذة جامعات وأطباء، وأعدم عدداً منهم، بتهمة العمالة وإعطاء معلومات إلى الحكومة والولايات المتحدة». وفي صلاح الدين، شمال بغداد، أعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس أن «القوات الأمنية تمكنت من تطهير منطقة سايلو الحجاج شمال قضاء تكريت». وأوضح أن «عناصر داعش بدأوا الفرار من خطوط التماس، وهناك معلومات عن توجههم إلى صحراء الجزيرة الواقعة بين صلاح الدين والأنبار والموصل». وأعلنت وزارة الداخلية أمس أن الوزير «محمد الغبان التقى محافظ صلاح الدين إبراهيم حمد الجبوري ونائب المحافظ وعدداً من أعضاء مجلس المحافظة وأبدى استعداده لتقديم الدعم الكامل للمحافظة في حربها على عصابات داعش باعتبار ذلك جزءاً أساسياً من عمل وزارة الداخلية»، وأبدى محافظ صلاح الدين رغبته في «مزيد من الدعم لتتمكن المحافظة من استعادة الأراضي المغتصبة وتحرير صلاح الدين بالكامل». في سامراء، جنوب تكريت، أكد مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين، أن عناصر تنظيم «داعش»، «فجروا بعبوات ناسفة مرقد الشيخ مهدي الجنابي، أحد أقطاب الصوفية جنوب سامراء». وفي جنوببغداد، قتل وأصيب العشرات من عناصر متطوعي «الحشد الشعبي» في منطقة «جرف الصخر» شمال بابل، بعد ساعات على زيارة وزير الدفاع خالد العبيدي للمنطقة. وقال مصدر أمني أن «27 عنصراً من متطوعي الحشد الشعبي قتلوا وأصيب 60 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة قرب جرف الصخر، بعد يومين على نجاح القوات الأمنية والمتطوعين في استعادة هذه الناحية التي كان يسيطر عليها داعش منذ تموز (يوليو) الماضي». وأوضح أن «التفجير تم بواسطة انتحاري كان يقود آلية عسكرية محملة متفجرات»، فيما أعلن «داعش» أن القتلى «مسلحون شيعة». وكان وزير الدفاع العبيدي زار المنطقة الليلة قبل الماضية والتقى عدداً من قادة الجيش، وزعيم منظمة «بدر» هادي العامري الذي أشرف على العملية العسكرية في جرف الصخر لتأمين طريق ازوار كربلاء. وفي الأنبار كشف مصدر حكومي أن «داعش، وفي تطور خطير، نهب حاويات الكلور من محطات تنقية مياه الشرب، ومواد التعقيم من مخازن دوائر الري والماء في الأنبار». وأضاف أن «خبراء لدى داعش يعملون على خلط الكلور ومادتي TNT و»سي فور» شديدة الانفجار لتوليد انفجار هائل جداً بعد مزجه مع قذائف الهاون والصواريخ المحورة لاستهداف القوات الأمنية». كما أكد عضو مجلس محافظة الأنبار مكي العيساوي أمس أن «الإرهابيين في حي الكرامة القريب من جرف الصخر، لاذوا بالفرار، بعد تطهيره من عصابات داعش». وأشار إلى أن «300 داعشي هربوا خوفاً من تقدم القوات الأمنية إلى قضاء الفلوجة».