يبكي أباً صعد إلى العلياء سرُّه.. الحرقةُ وحدها من تظهر الجفنين وقد أطبقا وتجعدا تغسلهما دموع الفَرَق.. وحاجبٌ منعته الطفولة من الكثافة، لكن الغدر بأبيه رسم عليه انحناءة الأسى. ألصق الصدر بالصدر وإن تلاشت الأنفاس، لعله يرث هواء الحرية من رئتي أبيه المغدور برصاصة خائن. دعوه يتنفس في رائحة أبيه معنى الثأرِ الممزوجِ بحب الوطن. أغمضَ عينيه بشدة، وتمنّى؛ أن يخرج سيف بن ذي يزن مرة أخرى ليثأر، ويثبّت على أرض «بلقيس» عرش اليمن.