بعد سيطرة قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن على كامل المجال الجوي للبلاد أحكمت في اليوم الخامس من عملية "عاصفة الحزم" الخناق البحري على المتمردين الحوثيين، وذلك بعد اكتمال وصول كامل القطع البحرية إلى الدول المشاركة في العملية لمنع الدخول أو الخروج من الشواطئ اليمنية، بهدف قطع الإمدادات القادمة للمتمردين، خصوصا مع تواتر الأنباء عن وجود تحركات إيرانية على السواحل الإريترية تمهد لتقديم الإمدادات لميليشيا الحوثي. وفي مؤتمره الصحفي اليومي الذي عقده مساء أمس في مطار قاعدة الرياض الجوية كشف المستشار في مكتب وزير الدفاع والمتحدث العسكري باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد بن حسن عسيري عن قيام ميليشيا الحوثي بمحاولة فاشلة لإرسال صاروخ باليستي باتجاه الأراضي السعودية من أحد ضواحي صنعاء، وسقط نتيجة فشل في الإطلاق، فيما تم توجيه المقاتلات لموقع الإطلاق وتدميره. وفيما سرت أنباء إعلامية عن استهداف قوات التحالف مقر اللواء 15 مشاة في زنجبار بمحافظة أبين مساء أمس، أعلن المتحدث العسكري عن تدمير القوات الجوية اللواء 33 القابع على أبواب مدينة الضالع التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها. وبينما تركز العملية العسكرية الجوية القائمة في اليمن على رصد مواقع وتحركات الميليشيات الحوثية ومواصلة أهدافها في تدمير كل مستودعات الذخيرة والأسلحة التي بحوزتهم، أكد العميد ركن عسيري أن العمل جار على استهداف الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، على الطرقات المؤدية إلى عدن، لمنع وصولهم إلى العاصمة الموقتة للشرعية اليمنية. وعرض المتحدث العسكري باسم قوات التحالف صورا جوية تظهر استهداف المقاتلات الجوية للدبابات التي يسيطر عليها الحوثيون والموالون لهم من أتباع علي صالح، ومخازن الذخيرة والأسلحة. وتتركز الأهداف التي سيطرت على مجريات اليوم الخامس للعملية، طبقا لعسيري، على تحركات قادة ميليشيا الحوثي وقوافل نقل الإمدادات وناقلات الدبابات. وأفصح المستشار في مكتب وزير الدفاع عن تسجيل محاولة استهداف أحد المراكز الحدودية أمس في منطقة نجران بقذائف الهاون، لافتا إلى أنه تم تحديد مصدر النيران وتدميره على الفور، مؤكدا أن القوات البرية تعمل على كامل الحدود بهدف منع أي تكوين لقواعد ربما تنطلق منها الميليشيات الحوثية لمهاجمة الحدود. وفي الوقت الذي أوردت فيه بعض التقارير أن قوات التحالف استهدفت بالخطأ مخيما للاجئين في الحجر، أوضح العميد ركن عسيري أن الميليشيات الحوثية تحاول وضع قواتها بين السكان، وقوات التحالف تعمل جاهدة على تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، مبينا أن طيران التحالف تم استهدافه من قبل الميليشيات اليوم (أمس)، من وسط المنازل وبالتالي كان على طيران التحالف أن يرد، مؤكدا أن قوات التحالف تعمل جاهدة لتجنب مثل هذه الحوادث والعمل على تحديد الأهداف بدقة، وضمان خلوها من المدنيين قبل استهدافها. ونفى المتحدث العسكري باسم قوات التحالف أن تكون هناك نية لتسليح القبائل اليمنية المساندة للشرعية بشكل مباشر، مؤكدا أن التنسيق في عمليات التسليح يتم مع السلطات الشرعية التي بدورها تقوم بعملها في هذا الصدد. وحول التنسيق مع القبائل اليمنية على الأرض أفاد عسيري أن الحملة تضم مراحل وأهدافا مختلفة تسعى إلى تحقيقها، مشددا على أن قوات التحالف تتقدم حسب الخطط محققة الأهداف المرسومة، مؤكدا أن قوات التحالف تعمل على تأمين الحدود اليمنية مع المملكة للحيلولة دون وصول الميليشيات لها، مشيرا إلى أنه عند الاضطرار للهجمات البرية سيتم تنظيمها وسيعلن عنها، مختتما إجابته عن هذا التساؤل بالقول "ليس لدينا ما نخفيه". وفي سياق المؤتمر الصحفي، كشف العميد ركن عسيري أن مقاتلات قوات التحالف استهدفت بعد عصر الأمس موقع أحد الصواريخ المخزنة وتم تدميره، لافتا إلى أن ميليشيا الحوثي تقوم بتغيير أماكن وجود الصواريخ، وأن العمل قائم على تتبعها وتدميرها. وأوضح العميد ركن عسيري أن مراكز القيادة والمستودعات وقواعد الإمداد والتموين التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية كانت من ضمن المواقع التي استهدفتها العمليات الجوية، لا سيما وأن هذه الميليشيات تستهدف المواطنين بحيث تستدرج العمليات لتكون داخل التجمعات السكنية لإيقاع أكبر ضرر بالمواطنين، ومن ثم استخدام ذلك إعلاميا بشكل غير مبرر، مؤكدا أن وتيرة العمليات الجوية ستزداد بهدف منع الميليشيات الحوثية من التحرك والإضرار بالشعب اليمني. وفيما يخص مشاركة القوات الباكستانية في التحالف، لفت عسيري النظر إلى وجود تنسيق على مستوى العمليات بين المتخصصين لتحديد موعد المشاركة ووقت جاهزيتها. وردا على سؤال حول صحة فرار قيادات حوثية إلى الحدود اليمنية العمانية بعد اشتباكات مع قبائل يمنية، بالقول "إن جميع الداعمين للشرعية والحريصين على أمن واستقرار اليمن وحماية الشعب اليمني سواء من القبائل أو اللجان الشعبية أو الجيش اليمني يقاومون هذه الميليشيات بالتزامن مع عمليات التحالف، مبينا أن حدوث الاشتباكات أمر وارد، والقبائل تعي دورها، ويتم دعمهم باستخدام الطائرات في أوقات مختلفة.