قال ناشطون إن قوات المعارضة السورية استولت أمس على غالبية معبر جمرك درعا قرب الحدود السورية- الأردنية، في وقت اندلعت مواجهات قرب حلب ضمن محاولات المعارضة «عزل» قوات نظام الرئيس بشار الأسد داخل المدينة وقطع خطوط الإمداد عن مواقع عسكرية مهمة للنظام شمال البلاد. وأوضح قادة ميدانيون في «الجيش الحر» جنوب سورية أنهم سيطروا على مواقع حساسة واستراتيجية في موازاة الطريق السريع الواصل بين دمشق وعمان، بعد اشتباكات عنيفة وقعت ليل الثلثاء-الأربعاء، مؤكدين سيطرتهم أيضاً على أجزاء كبيرة قرب المنطقة الغربية المطلة على المعبر وعلى مبنى ضخم كانت تتحصن في داخله قوات تتبع المخابرات الجوية، وأضافوا أن عشرات من قوات النظام قتلوا في الاشتباكات. وتزامناً مع اقتحام المعبر، الذي يعتبر ثاني أهم المعابر الحدودية بين الأردن وسورية بعد معبر جابر نصيب، هاجمت الفصائل المقاتلة كتيبة الهجانة وحي المنشية الحدودي، وأحكمت السيطرة عليهما. وقال قائد «لواء اليرموك» التابع ل «الجيش الحر» بشار الزعبي ل «الحياة» أمس: «أحكمنا السيطرة على قرابة 70 في المئة من المعبر الفاصل بين سورية والأردن، ونتوقع السيطرة عليه تماماً بحلول» الساعات المقبلة. ويقع معبر الرمثا-درعا على بعد بضعة كيلومترات من معبر نصيب المجاور لقرية المفرق الأردنية، والذي كانت تمر من خلاله تجارة بقيمة مئات ملايين الدولارات بين دول الخليج وتركيا وأوروبا، قبل اندلاع الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. وتزايدت أهمية المعابر السورية الجنوبية المتاخمة للأردن مع تصاعد الضغوط على العاصمة السورية، ولجوء قوات الرئيس بشار الأسد إلى الرد بضربات عنيفة. وقال قائد عسكري آخر يتبع المعارضة ل «الحياة» إن المكاسب التي تحققت أمس بالسيطرة على غالبية معبر الجمرك القديم «منحت المعارضة مزيداً من القوة، وساعدت الجيش الحر على شن هجمات مكثفة ضد مواقع رئيسية تتبع الجيش الحكومي». لكنه اعتبر أن مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة مثل «جبهة النصرة» و «كتيبة أكناف بيت المقدس» يقومون في «دور أساسي في عمليات اقتحام المعبر، ومن خلال التنسيق مع غرفة عمليات جنوب سورية التي تقودها فصائل تتبع الحر». ونفى الزعبي أن يكون للمجلس العسكري المعارض، الذي يتخذ من درعا مقراً له، ويقوده أحمد فهد النعمة، أي علاقة بعملية السيطرة على المعبر، قائلاً: «المجلس ليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه الخطة». وأشار إلى احتدام الخلاف مع المجلس العسكري والنعمة المدعوم على وجه التحديد من الأردن، بخصوص العديد من القضايا الميدانية التي لم يذكرها. ولم يتسن الحصول على تعليق من النعمة الذي يقضي معظم وقته في عمان. وقال مصدر في الجيش الأردني إن الأردن «عزز الأمن ونشر مزيداً من القوات على مناطق التماس الحدودية». وأفاد شهود يسكنون القرى الأردنية الحدودية أن السلطات الأردنية أغلقت منطقة المعبر بشكل كامل، ومنعت الاقتراب منها تحت طائلة المسؤولية. ورفضت الحكومة الأردنية الإدلاء بأي تصريحات رسمية بخصوص مساعي المعارضة السورية للسيطرة على المعبر، غير أن وزيراً أردنياً بارزاً قال ل «الحياة» إن عمان «تنظر بترقب إلى العملية العسكرية الجديدة قرب حدودها، لكنها لن تعترف بسيطرة الفصائل المتشددة على أي نقطة حدودية تربطها بدمشق». وكان تصاعد القتال في سورية أدى إلى تدفق اللاجئين بشكل لم يسبق له مثيل عبر حدود الأردن التي يبلغ طولها 370 كيلومتراً. وفي شمال سورية، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في المنطقة على الطريق الواصل بين «مؤسسة معامل الدفاع» ومطار حلب الدولي في ريف حلب الجنوبي ووردت أنباء عن إعطاب دبابة للقوات النظامية ومقتل أربعة معارضين. وقالت مصادر المعارضة أن عشرة عناصر من قوات النظام قتلوا في اشتباكات في قرية عزيزة أثناء دخول «الجيش الحر» لانتزاع السيطرة على القرية. وجاء تقدم المعارضة ضمن معركة «والعاديات ضبحاً» التي بدأتها فصائل معارضة لقطع خطوط الإمداد عن قوات النظام في حلب. وفي وسط البلاد، قتل خمسة مواطنين من عائلة واحدة بينهم طفلان، في إعدام ميداني نفذته قوات موالية لنظام الرئيس السوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه «تم قتلهم وإحراق جثامينهم أثناء نزوحهم من بلدة الرحية عند قرية الابويض في ريف حماة الشرقي». وشن الطيران الحربي غارتين على محيط مطار أبو الضهور العسكري الذي تحاصره الكتائب المقاتلة منذ نحو سنة في ريف ادلب في شمال غربي البلاد، وطاول القصف مناطق مختلفة من ريف ادلب. وفي شمال شرقي البلاد، سيطر مقاتلو «قوات حماية الشعب» الكردية على قرية حميد في الريف الشمالي الشرقي لمدينة رأس العين في الحسكة قرب قرية دردارة، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة». وتعد هذه القرية الرابعة التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد بعد دخول متشددين إسلاميين مناطق على الشريط الحدودي مع تركيا. وفي دمشق، تعرضت مناطق في مخيم اليرموك لقصف من قبل القوات النظامية التي قصفت المخيم بصواريخ أرض-أرض، في وقت قصف حي جوبر شرق العاصمة واستمرت المواجهات في أطراف حي برزة البلد شمال دمشق.