إعلان تحرير «تكريت» وهي ثالث أهم معاقل «داعش» في العراق يفرض إجراءات تدرك الحكومة أهميتها، إذا أرادت الإستمرار في تضييق المساحات التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد وصولاً الى طرده نهائياً. وفور دخول الجيش المدينة، وهي مركز محافظة صلاح الدين، أعلنت الحكومة خطة طوارئ لإعادة إعمارها في خطوة تبدو الغاية منها كسب السكان تلافياً لأي ثغرات يمكن ان يستغلها «داعش» للعودة إلى المناطق المحررة. وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي انه سيتم التنسيق مع المحافظة للإسراع في اعادة الأسر النازحة الى تكريت وباقي المناطق المحررة، وأشار إلى أن هناك خطة مستقبلية للإعادة إعمار المحافظات. وقال من المدينة التي زارها اول من أمس فور اعلان تحريرها ان «هناك خطة مستقبلية للحكومة المركزية بالتنسييق مع الحكومات المحلية للمحافظات المحررة لإعادة إعمار ما خربة الإرهاب». إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين خزعل حمادي ل»الشبيبة» أن «هناك خطة تشمل اعادة الخدمات والأسر النازحة بعد تنظيف محيط تكريت في شكل كامل». وأشار إلى ان «متطوعين من السكان سيتولون مهمة مسك الأرض، بعد عملية نوعية ستقوم بها قوات الامن في مناطق شمال المحافظة، خصوصاً في قضاء الشرقاط لضمان تثبيت الأمن». وتدرك الحكومة العراقية ان المعركة مع «داعش» في المناطق السنية تتركز على القدرة على كسب السكان فيها. وعن ذلك قال الخبير ماجد الحسني ان «الرهان على ادامة التواصل مع الحلفاء المحليين الذين حسموا المعركة لصالح قوات الدولة في المعركة ضد «داعش». وأضاف ان «داعش لن يتوانى عن استغلال أي ثغرة قد تحدث بين العشائر السنية والفصائل الشيعية المنضوية في الحشد الشعبي، او مع الحكومة في بغداد وهذا يستدعي من المسؤولين الاعتماد على السكان المحليين في مسك الارض وتوفير الخدمات وإعادة الأوضاع الى طبيعتها سريعاً في المناطق المحررة». وكان مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين كشف في تقرير سابق امتلاك المحافظة قطعات من «الحشد الشعبي» مدربة على مسك الارض بعد تطهيرها من تنظيم «داعش». وقال الناطق باسم المجلس مروان الجبارة إن «المحافظة لديها قطعات من الحشد الشعبي العشائري لمحافظة صلاح الدين، مدربة على مدى شهر من اجل مسك الأرض».