أكدت قوات الأمن العراقية المدعومة ب»الحشد الشعبي» ومقاتلي العشائر تقدماً كبيراً في صلاح الدين، فيما أعلنت العشائر ومجلس المحافظة دعمها الكامل للحملة على «داعش» ودعت أهالي المناطق المحررة الى الإمساك بالأرض. وقالت مصادر أمنية في صلاح الدين أن «القوات التابعة لقيادة عمليات سامراء، من الجيش والشرطة الاتحادية، بمساندة الحشد الشعبي، تمكنت من السيطرة على المجمع السكني، في قضاء الدور، جنوب شرقي تكريت، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش» ، واضافت أن «المعارك أسفرت عن قتل وإصابة العشرات من داعش، فيما اصيب 33 عنصراً من الحشد». وأكدت مصادر أخرى «تمكن قوات الامن ومقاتلين من الحشد الشعبي والعشائر من السيطرة على منطقة البو حساني، في قضاء الدور (مسقط رأس نائب رئيس الجمهورية السابق عزة الدوري)، ورفعت العلم الوطني فوق مباني المنطقة كما تمكنت من السيطرة ايضاً على جسر ابو شوارب، وهي تتقدم بعمق ثلاثة كيلومترات في منطقة شيخ محمد، شرق مدينة سامراء وفي كل المحاور وفتحت ساتر خط الدفاعر الأول ل «داعش» في قضاء سامراء، فيما دكّ طيران الجيش والمدفعية تجمعات التنظيم تزامناً مع تقدم القطعات العسكرية نحو تكريت». إلى ذلك، أفادت مصادر محلية أن»اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس في مناطق بنات الحسن وأطراف سامراء، بالتزامن مع تقدم القوات باتجاه الدور» ، واضافت ان «طيران الجيش يحلق بشكل مكثف ويشكل غطاء للقوات الامنية». وأعلن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري «تحرير عدد من المناطق من سيطرة داعش»، وقال إن «العمليات تسير كما هو مخطط له»، مبيناً أن «قوات الامن والحشد الشعبي مستمرة بالتقدم وفق خطة محكمة»، وأضاف أن «القطعات العسكرية انطلقت من خمسة محاور وتمكنت من السيطرة على مناطق العباسي وسورشناس والشيخ محمد في اطراف سامراء، و البو حسان جنوب قضاء الدور»، مؤكداً « انهيار داعش». من جهته، دعا مجلس محافظة صلاح الدين الجيش والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر الى «ضرورة الالتزام بالمحافظة على أرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم»، وقال رئيس المجلس أحمد الكريم في بيان إن «رجال الحق من الجيش والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر العراقية الأصيلة انطلقوا في عملية تحرير المحافظة بعد أن أذن لهم القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي» ، ودعا « أهالي المحافظة إلى مسك الأرض بعد التحرير ووحدة الصف والكلمة ونبذ كل من تسبب وساهم وساعد على النيل من المحافظة». وأكد مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين مساندته العملية العسكرية لتحرير أراضي المحافظة، وقال في بيان: «نعلن مساندتنا ومباركتنا العملية العسكرية لتحرير أراضي محافظة صلاح الدين بكل الوسائل المتوافرة لدينا، منها الجنود من أبناء عشائر صلاح الدين الذين تطوعوا في صفوف الحشد الشعبي ودعمنا للقوات الامنية»، داعياً «جميع الأهالي الى مساندة القوات الأمنية وتقديم الدعم لهم بكل الوسائل المتاحة» ، وأشاد ب «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لإعلانه انطلاق العمليات العسكرية الخاصة بتحرير محافظة صلاح الدين من قضاء سامراء، مسقط رأس الإرهابي أبو بكر البغدادي»، واعتبرها «تحدٍياً كبيراً للإرهاب لتحطيم كيان تنظيم داعش». وكان العبادي اعلن من سامراء مساء الاحد، بعد لقائه القادة الامنيين انطلاق حملة تحرير صلاح الدين، وجاء في بيان انه «عقد اثناء زيارته الى سامراء اجتماعا للقيادات الامنية وقيادات الحشد الشعبي بحضور محافظ صلاح الدين رائد ابراهيم الجبوري واستمع الى شرح مفصل للواقع الامني في سامراء والاستعدادات الجارية لتحرير المحافظة» ، وأثنى على « التلاحم بين القوات الامنية والشعب، واكد ان حالة التلاحم شيء مفرح وحضاري عندما يتعرض البلد لهجمة ارهابية» ، ودعا الى «عدم توسيع دائرة الخلافات لأن هذه الخلافات طبيعية، وعلينا ان ننتبه الى الصورة الاجمل من خلال تلاحم القوات الامنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والمواطنين» ، كما دعا الى «ضرورة الحذر في التعامل مع المواطنين وان نحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم لأن هدفنا هو تحرير الناس» ، وشدد على ضرورة ان « يكون القتال تحت قيادة وعلم الدولة». من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني في ديالى انتقال قوة ضخمة من المحافظة باتجاه صلاح الدين. وقال إن القوة «عبارة عن ثلاثة أفوج طوارئ من الشرطة، وثلاث سرايا لقوة المهمات الخاصة» ، وأضاف أنها «مكلفة مهمات محددة للسيطرة على بعض مناطق صلاح الدين وتدعيم الخطوط الدفاعية للقوات المهاجمة ومسك الأرض بالتنسيق مع الحشد الشعبي»، مؤكدا أن «الأجهزة الأمنية أعلنت الاستنفار في حوض العظيم، شمال بعقوبة واعتبرتها منطقة عسكرية الى إشعار أخر». في الاثناء، اكد مصدر في قوات البيشمركة «صد هجوم مسلحي داعش على مركز مدينة سنجار من اربعة محاور»، مشيراً الى أن «التنظيم إستخدم سيارة مفخخة يقودها إنتحاري»، وأضاف أن «العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في غارات جوية لطيران التحالف جنوب شرقي الموصل».