اندلعت أمس، اشتباكات عنيفة بين فصائل سورية معارضة وقوات النظام، في محيط معبر حدودي استراتيجي مع الأردن في محافظة درعا جنوبدمشق، في وقت قتل خمسة من قوات النظام بهجوم شنته المعارضة غرب البلاد. ويعدّ معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن، بعد سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى على معبر الجمرك القديم في تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وقال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام من طرف آخر، في محيط معبر نصيب الحدودي مع الأردن، عقب تمكّن المقاتلين من الهجوم على منطقة المعبر ومحاصرتها»، مضيفاً أن «منطقة نصيب ومحيطها تعرّضا أمس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي» التابع لقوات النظام. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، أن «الكتائب المقاتلة بدأت هجومها منذ (أول) أمس في محاولة للسيطرة على المعبر»، لافتاً الى أن تمكنها من السيطرة عليه «ينهي وجود قوات النظام في شكل كامل على الحدود الأردنية». ويسيطر الجيش النظامي على معبر نصيب المعروف باسم معبر جابر من الجهة الأردنية، لكن مقاتلي المعارضة يتواجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا، جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكّن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن، باستثناء المعبر. كما سيطرت المعارضة قبل أيام، على مدينة بصرى الشام في ريف درعا بعد هجوم شنته قوات النظام والحرس الثوري و «حزب الله» في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة. من جهته، أعلن الأردن اليوم الأربعاء، أنه أغلق المعبر الحدودي الرئيسي موقتاً كإجراء احترازي، نظراً الى العنف على الجانب السوري. وقالت وزارة الداخلية الأردنية إن الحدود أغلقت أمام حركة المرور موقتاً، في إجراء احترازي نظراً الى أحداث العنف الجارية على الجانب الآخر من الحدود. وقبل الأزمة السورية، كانت تمرّ من المعبر مئات الشاحنات يومياً لنقل السلع بين تركيا والخليج. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، عن مصدر بوزارة الخارجية، قوله إن السلطات الأردنية أغلقت معبر نصيب. وقال المصدر إن الحكومة السورية «تحمّل السلطات الأردنية مسؤولية تعطيل حركة مرور الشاحنات والركاب، وما يترتب على ذلك اقتصادياً واجتماعياً». وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي، لوكالة «فرانس برس»، إنه «تم إغلاق المعبر الحدودي الأردني جابر (نصيب) أمام حركة المسافرين ونقل البضائع في شكل موقت». وأضاف أن «إغلاق الحدود يأتي كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح المسافرين وسلامتهم، نظراً الى أحداث العنف التي يشهدها الجانب الآخر من الحدود - بلدة نصيب». وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ مثل هذا الإجراء، فقد أغلقت الحدود مع سورية في شكل مؤقت أكثر من مرة منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011، وكان آخرها في آذار (مارس) 2013. في ريف دمشق، قال «المرصد» إن «شاباً من بلدة الرحيبة بمنطقة القلمون قُتل نتيجة إصابته بقصف قوات النظام على مناطق قرب البلدة، فيما دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محيط أوتوستراد السلام قرب مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباكات وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 12 عدد الجرحى الذين أصيبوا نتيجة سقوط قذائف على منطقة قرب دويلعة» في العاصمة. شمالاً، أفاد «المرصد» بأن «أسطوانة متفجرة سقطت قرب شارع مشفى الرياض بحي جمعية الزهراء في حلب الخاضع لسيطرة قوات النظام، ما أدى الى أضرار مادية، في حين سُمع دوي انفجار بعيد منتصف ليل أمس في منطقة قرب قسطل حرامي، ناجم عن تفجير نفق في المنطقة. وسقطت بعد منتصف ليل أمس، قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق حي مساكن السبيل وشارع تشرين ومحور دوار شيحان، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى ومعلومات أولية عن شهداء، كذلك قصفت فصائل إسلامية تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الجنوبي». في شمال شرقي البلاد، «قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، أماكن في ريف الحسكة الجنوبي والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)»، وفق «المرصد». في غرب البلاد، أفاد «المرصد» ب «مقتل 5 عناصر من قوات النظام بينهم ضابط وإصابة عنصر آخر على الأقل بجروح خطرة، إثر انفجار لغم ارضي بآليتهم قرب المرصد 45 بريف اللاذقية الشمالي».