أكد خبراء في قطاع البتروكيماويات أن منطقة الخليج تسجل حالياً نمواً متسارعاً في عدد مصانع البتروكيماويات الجديدة، في مقابل تراجع مستويات الإنتاج في بقية أنحاء العالم بفعل الكساد الاقتصادي العالمي الذي أدَّى إلى إغلاق كثير من المصانع في مناطق الإنتاج التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة. وتوقعوا ان توسع المنطقة طاقتها الإنتاجية من البتروكيماويات إلى 115 مليون طن خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن تشكل نحو ثلث الإنتاج العالمي من مادة إيثيلين غلايكول المستخدمة في صناعة الألياف بحلول السنة المقبلة و20 في المئة من الإنتاج العالمي لمادة البولي إثيلين و13 في المئة من مادة بولي بروبيلين الأعلى قيمة. ورجحوا ان تصبح السعودية مركزاً عالمياً للمنتجات البتروكيماوية، إذ تترقب افتتاح ما لا يقل عن 30 مصنعاً جديداً بحلول عام 2010، بما في ذلك مشاريع ضخمة في منطقتي الجبيل وينبع و40 مشروعاً آخر في مرحلة التخطيط، بالإضافة إلى مصانع قيد الإنشاء في كل من قطر والكويت وعُمان وأبو ظبي، باستثمارات إجمالية متوقعة تبلغ 170 بليون دولار بحلول عام 2015. وأشار الأمين العام ل «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات»، عبدالوهاب السعدون، إلى ان المشاريع الكبرى في قطاع البتروكيماويات تستهدف المنتجات الكيماوية المتخصصة والمنتجات البلاستيكية ذات القيمة المرتفعة وتعزيز نمو القطاعات الصناعية التي تعتمد على منتجات قطاع البتروكيماويات. وأعلن استضافة دبي المنتدى السنوي الرابع للاتحاد غداً، ولفت إلى ان الحكومات الإقليمية اتخذت إجراءات جديدة بهدف تنويع قاعدة المنتجات البتروكيماوية في المنطقة، علماً ان السعودية شرعت في تنفيذ برنامج التجمّعات الصناعية لدعم التنمية الاقتصادية والإنتاج الصناعي ذات القيمة المضافة. وأشار كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة «جدوى للاستثمار»، براد بورلاند، الذي يتحدث في المنتدى، إلى ان الكساد العالمي شارف على الانتهاء بفضل منطقة آسيا، وأن التباطؤ الاقتصادي بدأ يتحول تدريجاً إلى انتعاش في منطقة الشرق الأوسط. وعلى رغم توقعات الخبراء بأن يسجل قطاع البتروكيماويات في المنطقة نمواً كبيراً خلال السنوات الخمس المقبلة، أفاد تقرير أصدرته مؤسسة «بروليدز غلوبل» بأن نحو 30 في المئة من قيمة المشاريع الإنشائية في قطاعات النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي جرى تأجيلها أو إلغاؤها خلال الأشهر القليلة الماضية، جراء الأزمة المالية العالمية. ويتوقع ان يستضيف المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام قادة الشركات الإقليمية والعالمية الكبرى في قطاع المنتجات الكيماوية، لمناقشة التحوّل الذي سجله قطاع الكيماويات العام الماضي والإجراءات التي اتخذتها كل شركة لجني ثمار النمو الاقتصادي المرتقب. ويلقي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، كلمة الافتتاح في المنتدى، بينما يلقي محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج كلمة في اليوم الثاني حول «فرص التمويل والمخاطر لمشاريع الطاقة والبتروكيماويات الشرق أوسطية في خضم أزمة عالمية». وتماشياً مع شعاره «مواجهة الأزمة سعياً إلى تحقيق نمو مستدام»، يركز المنتدى على مبادرة الرعاية الرشيدة للقطاع ودور الصناعات البلاستيكية في دفع التنمية المستدامة والانبعاثات الكربونية لصناعة البتروكيماويات في دول المنطقة. ويقدم نائب رئيس الدعم المؤسساتي في شركة «بروج» لورينس جونز ورقة عمل حول «دور الصناعات البلاستيكية في تحقيق التنمية المستدامة خليجياً»، يعرض خلالها نتائج استطلاع استهلاكي أعدّه الاتحاد حول الصناعات الكيماوية والبلاستيكية في دول الخليج الست والتدابير المطلوبة لإعادة تدوير النفايات في المنطقة. ومع تنامي التوجهات في عدد من دول المنطقة لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في منافذ البيع في المتاجر والأسواق، يعتزم «الاتحاد الخليجي لمصنّعي البتروكيماويات والكيماويات» تقديم صورة موضوعية للدور الإيجابي الذي تلعبه الصناعات البلاستيكية إقليمياً وعالمياً. ويقدم رئيس قسم البيئة في شركة «باسف» الألمانية بيتر سالينغ محاضرة حول «إدارة الكربون والتنمية المستدامة: تجربة شركة باسف»، أما مدير إدارة المشاريع في شركة «مصدر» الإماراتية الحكومية، غرانت ليتل، فيقدّم ورقة حول «نظرة الشرق الأوسط لإدارة الكربون».