أدلى الناخبون في أوزبكستان أمس، بأصواتهم في انتخابات رئاسية ستشهد فوز الرئيس اسلام كريموف بولاية رابعة، ممدداً حكمه الشمولي. ودُعي حوالى 21 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم في أكبر بلد من حيث عدد السكان بين الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى. ويشارك في مراقبة الانتخابات اكثر من 300 مراقب دولي أتوا من 43 دولة، كما يُنتظر ان تنشر منظمة الامن والتعاون في اوروبا اليوم تقويماً أولياً للعملية الانتخابية. ولتكي تكون الانتخابات صحيحة، يجب أن يصوّت ثلث الناخبين المسجلين. وكريموف (77 سنة) الذي يحكم أوزبكستان منذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، يواجه عقبة وضعه الصحي، وهذا ما يجعله يرقص سنوياً خلال عيد تقليدي، لنفي إشاعات في هذا الشأن. ويشكّل غياب خليفة له، تهديداً أمنياً ضخماً في البلاد التي تعتبرها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها شريكاً استراتيجياً في منطقة مضطربة محاذية لأفغانستان. لكن معارضي كريموف يعتبرون أن نظامه بين أكثرها قمعاً في العالم، اذ يسجن ناشطين أو ينفيهم، كما لم يسمح لمرشحين مستقلين بخوض الانتخابات. والثلاثة الآخرون الذين يخوضون انتخابات الرئاسة، يمثلون أحزاباً مرخصة رسمياً تدعم الرئيس المنتهية ولايته ودعت الى اعادة انتخابه. وأحد المرشحين الثلاثة هو النائب أكمل سعيدوف المدافع عن «التقدّم الكبير للأوزبكيين في مجال حقوق الانسان»، علماً أن منظمات دولية لحقوق الانسان تتهم النظام بممارسة التعذيب وتشغيل أطفال في حقول القطن. لكن كريموف الذي يوفّق بين المصالح الروسية والمصالح الغربية، حذر الناخبين قائلاً: «من دون حكومة قوية، ستنتشر الفوضى. سيأتي يوم يتمتع فيه مواطنونا بحرية كاملة وكل الحريات الفردية، خصوصاً حرية الصحافة». وسأل: «الى ماذا يحتاج الشعب الأوزبكي؟ نحتاج الى السلام والرخاء. والمرحلة الحالية الأكثر اضطراباً وتوتراً من أي وقت مضى، تتطلّب منا حذراً ويقظة».