شهدت القمة العربية السادسة والعشرون التي افتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ أمس، دعماً عربياً واسعاً لعملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن، إضافة إلى إقرار تشكيل «قوة عربية مشتركة». وقرر القادة معاودة مطالبة مجلس الأمن بالتدخل لوضع نهاية للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأن يستضيف المغرب القمة العربية العام المقبل. كما أقرت التعديلات على ميثاق الجامعة العربية، وعلى النظام الأساس لمجلس السلم والأمن العربي. والتأمت القمة التي تعقد تحت شعار «70 عاماً من العمل العربي المشترك» بمشاركة 14 رئيساً وملكاً وأميراً، فيما ظل المقعد السوري شاغراً. وكان القادة العرب توافدوا حتى صباح أمس على مطار شرم الشيخ. واستقبل السيسي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وملك الأردن عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس وزراء لبنان تمام سلام. وبدأت الجلسة الافتتاحية للقمة بكلمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي سلّم رئاسة القمة إلى الرئيس المصري الذي ألقى كلمته، ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمته، وتبعه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ثم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة بعد ذلك، أعقبتها كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني. واختتمت الجلسة بكلمة رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان، ليعود الاجتماع بعدها بدقائق ويخصص لكلمات الزعماء. وأكد القادة العرب تأييدهم للعمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وأيدوا عملية «عاصفة الحزم»، فيما أكد العاهل السعودي استمرار العمليات العسكرية. قبل أن يدعو السيسي ضيوفه إلى مأدبة غداء، لتعود الاجتماعات مع الساعات الأولى للمساء باجتماع مغلق. وغادر خلال الجلسة الافتتاحية العاهل السعودي. وحرص السيسي على ترك منصة الاجتماع لوداعه، ما تكرر مع أمير الكويت. وأفيد بأن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي غادر برفقة الملك سلمان إلى الرياض على الطائرة الملكية السعودية. وعلى هامش القمة، اجتمع لأكثر من نصف ساعة وزير الخارجية اليمني رياض ياسين مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الموجود في شرم الشيخ، وبحث معه في تطورات اليمن وعملية «عاصفة الحزم». وقال ياسين عقب الاجتماع، إن الموقف الروسي «متفهم لما يجري في اليمن، وأكدوا لنا أنهم ليسوا مع الميليشيات الحوثية ولم يكونوا أبداً، ويرون أن الموقف يتطلب أن نفكر في كيف يمكن أن نتوصل إلى حوار وتفهمات». وأشار إلى أن هادي لن يعود إلى اليمن قبل انتهاء العمليات العسكرية. ولم يستبعد عمليات عسكرية برية قائلاً: «محتمل جداً بحسب الواقع على الأرض». ونفى وصول أي رسائل من الجانب الإيراني إلى الحكومة. وسعت القمة العربية إلى أن تخرج برسالة تماسك عربي في مواجهة التحديات، غير أن اختلاف المواقف بدا واضحاً من مضامين الكلمات، لا سيما في ما يخص التعاطي مع ملفي سورية وليبيا. ومن المقرر أن تختتم القمة اليوم بمؤتمر صحافي يعقده وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية لتلاوة إعلان شرم الشيخ الذي سيؤكد «دعم الشرعية في اليمن»، وعملية «عاصفة الحزم» العسكرية، وسيحمل مجلس الأمن مسؤولية حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والأزمة في سورية، كما سيتعهد «اتخاذ كل الإجراءات لمواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة»، ويعتمد «تشكيل قوة عربية مشتركة». وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي ل «الحياة» أن القوة المشتركة «ستكون دائمة، وسيتم إخضاع تشكيلها وآلية عملها لنقاش معمق خلال ثلاثة شهور»، مشيراً إلى أن «المشاركة في تلك القوة طوعية، وليست إجبارية، والأمر متروك لكل دولة أن تتخذ قرار المشاركة من عدمه. وستكون لها قيادة ومركز قيادة وآلية دائمة للعمل، وستضطلع تلك القوات بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً للأمن القومي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية». وأضاف أن القوة المشتركة «لها صفة الديمومة ولها آلية عمل ونطاق عمل أيضاً، وكل ذلك سيتم مناقشته خلال ثلاثة شهور»، مشيراً إلى أن «رؤساء أركان الجيوش سيجتمعون خلال شهر لدراسة كل الأمور المتعلقة بتشكيل تلك القوة، وسيستمر النقاش لثلاثة شهور على أن يجتمع بعد ذلك وزراء الدفاع والخارجية».