شروق الشمس على لوس أنجليس يعني عودة رواد السهر إلى منازلهم بعد ليلة صاخبة في النوادي الليلية... ولكن، في هذا الملهى الواقع في حي «آرت ديستريكت» الرائج بقوة حالياً، تمثل هذه الفترة موعد بدء الاحتفالات. تكلف بطاقة الدخول 25 دولاراً، ويطبع وسم على معصم الزائر الذي يجد نفسه وسط حلبة رقص فيها نحو 250 شخصاً يرقصون على أنغام يبثها منسق أسطوانات. وقد يظن المرء للوهلة الأولى أنه في ناد ليلي، لكن عند السادسة والنصف صباحاً، لا تقدم الحانة إلا قهوة وعصير ليمون وماء. وعلى حلبة الرقص، يتخالط الشباب الذين يتتبعون آخر الصيحات مع ربات منازل وراقصين آخرين في عقدهم السادس. وشرح أندريه هيرد منظم هذه الحفلات المعروفة ب «داييبريكرز» في لوس أنجليس أن هذه الفعاليات «هي عكس التيار السائد، أي الخروج والتعرف إلى أشخاص... والمعاناة من صداع شديد في اليوم التالي. هنا يمكن الرقص والتعارف والأجواء رائعة»، من دون الاضطرار إلى السهر طوال الليل»، مؤكداً أن «كل الأشخاص هنا اشتروا تذاكر لأنهم ينوون الرقص. فالجميع يرقصون». ويقام هذا النوع من الحفلات مرة في الشهر تقريباً بناء على دعوات. ولا داعيَ للاكثار من التبرج أو ارتداء ملابس سهرة. لم تعد ليونور التي تزوجت كل صديقاتها تقصد الحانات الليلية. تقول: «أعشق السهر، لكني لم أعد في سن تسمح لي بالقيام بذلك... أستمتع كثيرا هنا ولا حاجة إلى انتعال الأحذية ذات الكعوب العالية وارتداء الملابس الضيقة». وهذه المرة الثانية التي يحضر فيها الستيني فرانك هذا النوع من الحفلات حيث يطلق العنان لحسه الإبداعي في الرقص. وقال: «أعشق الرقص وأرقص وحدي في غالبية الأحيان... ولا يمكنني التوقف عن الرقص». وفي منتصف الحفلة ينضم قارعو طبلات وعازفون إلى الراقصين في الحلبة. وتنتهي الحفلة عند التاسعة صباحاً. وهي للبعض ساعة الذهاب إلى العمل بدوام حافل بالمهمات على الطريقة الكاليفورنية. وقالت تونيا كالفيلو: «سوف أذهب إلى الشاطئ وآخذ الكومبيوتر معي للاطلاع على البريد الإلكتروني، ثم أعطي صفاً للأطفال في المدرسة واصطحب ابنتي من المدرسة... لنأكل المثلجات ونركب دراجة هوائية».