هذا الخبر العالمي يجب "تعميمه" على جميع الصحفيين "الملقوفين" في العالم العربي بالذات لأنه سيجعلهم ينتبهون لممارساتهم العشوائية في كتابة الاخبار، وصياغتها، وإثارتها نظراً لأن مُعظم ما يُسطّرونه من أخبار ، وعناوين، وقصص هي من وحي "السماع" و"الاجتهاد" و"الفبركة" .. وليس لها من الواقع نصيب.. فقد تعّرضت أشهر الصحف البريطانية "الديلي تيلجراف" لفضيحة بسبب نشرها خبراً عن اللاعب "كريستيانو رونالدو" من أنه أمضى جزءاً من برنامج علاجه في "لوس انجلوس" في ملهى ليلي خلع فيه الحذاء، ورقص مع الراقصين ، والراقصات، واحتسى خمراً بعشرة آلاف دولار .. وتم تشويه صورة اللاعب العالمي الذي كان يلعب في تلك الفترة لنادي مانشستر يونايتد الانجليزي في عام 2008م. وأقام اللاعب دعوى قضائية ضد الجريدة الشهيرة " التي لم تتحّر الدقة" وكسبها، وصدر الحكم القضائي لصالحه ..وكان السبب في هذه الفضيحة صحفي ملقوف حتى لو كان من دول العلام الأول. قال رونالدو من جانبه كنت في ملهى ليلي مع طبيب العلاج الطبيعي المرافق لكنني لم أخلع الحذاء، ولم أرقص ولم أتناول الخمر داخل الملهى، أو خارجه ، ولذلك حصلت على البراءة التي استحقها، وأنا بعد عامين من الاتهام الباطل اشعر اليوم بسعادة غامرة". واستقبلت الصحيفة الشهيرة حكم المحكمة بهدوء، وانصياع وقد اتضحت لها الصورة، وظهرت امامها الحقيقية على الرغم من الصدمة التي اصابتها، والفضيحة التي لحقت بها، وهذا ليس استنتاجاً منّا بل فحوى الخبر تقول هذا ، وإن لم يتضمن الخبر العالمي نوع العقوبة المادية.لقد اعتمد الصحفي الملقوف على صحة وجود رونالدو في ملهى ليلي وقام - بعد ذلك - باعمال الفبركة الصحفية ذات الاثارة الشديدة، وانه طالما دخل اللاعب المشهور الملهى الليلي فانه حتما قد احتسى الخمر بكميات كبيرة، وقام بخلع حذائه ، ورقص ماطاب له الرقص في هذه الليلة. ولاشك أن حدثاً كهذا سيزعج كثيرا من الصحفيين حين يصدر حكم من هذا النوع .. والمفروض - في هذه الحالة - ان ينتبه الزملاء الى ان الاثارة الصحفية الخالية من الامانة،والصدق، والموضوعية، سيكون مصيرها هكذا، وأن اللقافة ، والفبركة، والعشوائية ليست عملاً صحفياً محترماً على الاطلاق حتى لو ارتفع توزيع الجريدة بسبب هذه الاثارة المفتعلة . ولابد لأي شخص يجري اتهامه من قبل الصحفيين، أو أشباه الصحفيين ان يدافع عن نفسه ، وأن يحصل على البراءة "طالما كان الاتهام" باطلاً ولكن تبقى المشكلة في الحصول على محامٍ شاطر يعيد الحق لأصحابه بأتعاب معقولة لأننا جميعا لانملك دخل كرسيتانو رونالدو، ولاراتبه الشهري، ولاقيمة عقده الذي تجاوز 90 مليون يورو عند انتقاله من من مانشستر يونايتد ، إلى ريال مدريد " وهو اكثر بكثير من قيمة عقود جميع اللاعبين الاجانب في الأندية العربية. والمهم في هذه الفضيحة الصحفية الانجليزية ان يكون المترجم الذي نقل الواقع دقيقاً في ترجمته للخبر الذي نقله حتى ترتاح نفوس "ملاقيف الصحافة العربية" ..ولا يُضاف لهم المترجم العربي ، وأن يكون هذا الحدث بمثابة ردع لكل صحفي ملقوف حين يعرف أن هناك من سيحاسبه حساباً عسيراً فتتخلّص الصحافة تدريجياً من ملاقيف الصحافة، وهواة الاثارة المريضة ونجوم العشوائية الذين ينتشرون بالطول ، والعرض في صحافتنا العربية.