أحيا المطرب العراقي كاظم الساهر حفلة غنائية ناجحة على المسرح الأثري في قرطاج في الضاحية الشمالية لتونس معبرا في الوقت ذاته عن الأسف لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش . وأوضح الساهر خلال مؤتمر صحافي " لقد تمنيت أن أغني بعض قصائد محمود درويش بعد الاتفاق معه على ذلك في السابق خلال لقاء جمعنا صدفة في الطائرة لكن الموت حال دون ذلك ". وكان درويش توفي ليل السبت الأحد في أحد مستشفيات هيوستن الأميركية عن 67 عاما إثر إصابته بمضاعفات أعقبت عملية جراحية دقيقة في القلب . وأحيا الساهر حفلته الغنائية في إطار الدروة الرابعة والأربعين للمهرجان أمام جمهور قدر بنحو 15 ألف شخص صفقوا واقفين بعد أن ضاقت بهم مدرجات المسرح الأثري الذي يتسع لاثني عشر ألف شخص . وكانت سهرة المطرب العراقي ذروة الاحتفالات التي تنظمها تونس منذ 11 يوليو الماضي في إطار مهرجان قرطاج الدولي الذي يختتم فعالياته اليوم . وقدم الساهر خلال الحفلة باقة من أغانيه القديمة والجديدة راوحت بين الغزل والعشق والألم غالبيتها من كلمات الشاعر السوري الراحل نزار القباني . ومن الأغنيات " هل عجبك الشاي؟ " و " مستبدة " و " كبري عقلك " و " مدينة الحب " التي صورها فيديو كليب برفقة الممثلة التونسية عفاف . وألهب الساهر الذي دأب على المشاركة في مهرجان قرطاج مشاعر الحاضرين الذين رفعوا صوره وأعلاما عراقية عندما أدى أغنيته الشهيرة " عراق ".وتعالت زغاريد النسوة في كل أرجاء المسرح الروماني عندما غنى لتونس . وتخللت الفقرات الغنائية لوحة راقصة للفرقة الموسيقية رقص عليها الجمهور الذي توافد على المسرح الأثري قبل أربع ساعات من بدء الحفلة خشية الازدحام . والساهر من مواليد عام 1961 وكان في السادسة عشرة من عمره عندما لحن قصيدة " اني خيرتك فاختاري " للقباني وتأثر بالمطرب الراحل ناظم الغزالي وكذلك بمحمد عبدالوهاب ووديع الصافي وفيروز . ويتمتع المطرب والملحن العراقي بشعبية واسعة في العالم العربي وقد احيا عدة حفلات ناجحة في تونس منذ مطلع التسعينات . وقد كرمه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي العام 2004 بتقليده " الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي " تقديرا لجهوده المتميزة في النهوض بالاغنية العربية .