عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تشاورياً مغلقاً مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بشأن أهم القضايا المعروضة على مجلس وزراء الخارجية والمرفوعة من المندوبين الدائمين والمتعلقة بتطورات الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى موضوع صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات المتطرفة. كما تم خلال الاجتماع، الذي جرى قبيل انطلاق أعمال الدورة العادية 143 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، التشاور بشأن أهم القضايا التي سيتضمنها مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ يومي 28 و29 الجاري. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس أن هناك حاجة ماسة إلى «إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة» لمواجهة «الإرهاب وأنشطة المنظمات الإرهابية» التي تواجهها الدول العربية. وقال العربي «المطلوب الآن بإلحاح هو النظر في إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة تكون متعددة الوظائف بمعنى أن تكون قادرة على الاضطلاع بما يوحد لها من مهام في مجالات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب وأنشطة المنظمات الإرهابية والمساعدة في عمليات حفظ السلام». وأضاف العربي أن عدداً من الدول العربية «في حاجة ماسة لمثل هذه الآلية لمساعدة الحكومات على صيانة الأمن والاستقرار وإعادة بناء القدرات والمؤسسات الأمنية». وأشار العربي إلى أن هذا الاقتراح يأتي في إطار «المسؤولية الجماعية، التي تحملها الدول والشعوب إزاء ما يواجهنا من تحديات خطيرة تتطلب أن نأخذ بأيدينا مسؤولية صيانة الأمن القومي العربي». وأشار وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى أهمية تشكيل قوة عسكرية عربية في كلمته أمام الاجتماع. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته إن «خريطة الواقع العربي مكتظة بالبؤر الملتهبة، وقد وفرت البيئة المضطربة في عدد من الدول العربية أرضاً خصبة لنمو التطرف والإرهاب في ظل تفكك مؤسسات الدولة وغياب دورها جزئياً أو كلياً». والثلاثاء الفائت، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن اقتراحاً مصرياً بتشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام في حماية الأمن القومي العربي سيكون على جدول أعمال القمة المقبلة نهاية الشهر الجاري في منتجع شرم الشيخ بجنوب سيناء المصرية. وأضاف ابن حلي أن الاقتراح المصري «ينطلق من مرجعيات عربية عديدة بدءاً من معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية واتفاقية الرياض للتعاون القضائي، بالإضافة إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب». وتابع «هناك قوات مماثلة تم تشكيلها وسبقنا إليها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة». وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا في مقابلة مع قناة العربية السبت الماضي إلى «تشكيل قوة عربية مشتركة» لحماية أمن دول المنطقة. وأضاف السيسي أنه يعتقد أن السعودية والإمارات والكويت «ممكن جداً أن تتحرك» تأييداً لاقتراح تشكيل هذه القوة. وأكد الرئيس المصري أن العاهل الأردني عبدالله الثاني أبلغ القاهرة كذلك تأييده لهذا الاقتراح. ونقل عن ملك الأردن دعوته إلى «التحرك لتنفيذه لأننا (الدول العربية) حالياً في أكثر الأوقات احتياجاً» لمثل هذه القوة المشتركة.