عمّت الفرحة والحبور أرجاء مخيم النازحين في أحد المسارحة، عندما رأوا على التلفزيونات التي تحلّقوا حولها في خيامهم خبراً عاجلاً مفاده بأن خادم الحرمين الشريفين أمر بإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية للنازحين. وسط مشاعر الغبطة ارتفعت أيادي نازحين إلى السماء وهتفوا داعين الله أن يحفظ «ملك الإنسانية» ويرعاه. تواجدت «الحياة» في مخيم الإيواء لحظة إعلان الأمر الملكي، وقال إبراهيم هزازي (75 عاماً) في حديثه إلى «الحياة»: «ليس غريباً الجود من أهل الجود والكرم، فملكنا دائماً ما يكون بجانبنا، ومنذ نزوحنا ونحن نعيش في وضع جيد، وبالنسبة لي فكنت أسكن في منزل مستأجر وأسرتي تتكون من 13 فرداً». لم يكن هزازي الوحيد الذي عبّر عن مشاعره، فزغاريد تنطلق من تلك الخيمة، وأصوات تدعو للملك تُسمع من خيام متفرقة، في حين عجز بعضهم عن التعبير عن شكره، واكتفت نساء بذرف دموع الفرح. حتى الأطفال كان لهم طريقتهم في شكر الملك على مكرمته، فنظموا مسيرات يتغنّون فيها بالملك، وجابوا أرجاء المخيم وسط أجواء عالية وهم يهتفون ويصفقون له. يقول الطفل محمد حقوي (سبعة أعوام) بكل عفوية وبراءة: «شكراً عبدالله... فبيتنا السابق ليس جيداً وأنتظر البيت الجديد». وكانت «الحياة» جابت مخيم الإيواء أول من أمس ورصدت معاناة سكان الخوبة والقرى الواقعة في الشريط الحدودي والتي تتخطى عددها 240 قرية وتم إخلاؤها جميعاً. ويعتمد غالبية سكان القرى الحدودية جنوب السعودية على رعي الأغنام وتربيتها، إذ تشكل الماشية مصدر الرزق شبه الوحيد بالنسبة لهم. وتطور الفرح أمس (الأربعاء) في مخيم الإيواء، لتنطلق الأهازيج ويعيشوا ليلة من أجمل لياليهم. يقول المواطن حسين أبو رقعة (40 عاماً) من قرية خنشل على الشريط الحدودي الجنوبي: «هذه اللمسة الحانية ليست مستغربة على خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا دائماً على عطفه ووقفته معنا، والحمد لله على كل شيء». وذرفت أولئك الذين لم يتمالكوا أنفسهم بعد الخبر دموع الفرح، ويشير المواطن حسين عبدالله من قرية «أبو مسايلة» إلى أن الدموع هي دموع الفرح بعد هذه المكرمة الملكية، «فشكراً لك يا ملك الإنسانية، ولن نوفيك حقك مهما عملنا، ونحن كلنا فداء لهذا الوطن». وفي زاوية أخرى من المخيم، وقفت تلك السيدة العجوز (أم أحمد) تدعو إلى الملك بعد تلقيها الخبر ولم تقطع دعاءها للمليك على رغم محاولات أخذ انطباعها، وقالت: «اللهم وفق ملكنا الغالي واحفظه وارعاه، وانصره على كل من عاداه». وأضافت: «نحن كلنا ندين بالشكر الوفير لهذا الملك الغالي ووقفاته معنا واعتدنا من مليكنا الغالي وقفته مع شعبه في مواقف عدة، ونحن سمعنا ماذا فعل بالأمس لضحايا أمطار جدة، وكما فعل معنا اليوم، وليس أمامنا سوى الدعاء له بالتوفيق والنصرة وأن يحفظه الله ويرعاه». من جانبه، أكد المواطن علي حسين مجرشي من قرية الخوبة أنه قرر عمل وليمة لعائلته له بعد سماعه لخبر المكرمة الملكية، مشيراً إلى أنه كان متوقعاً صدور مكرمة بعد زيارة المليك. وقال: «تعودنا الوقفات الصادقة من ملكنا، لذلك نحن نكن له كل الحب والتقدير وندعو له في كل وقت بأن يحفظه رب العالمين، فشكراً أيها المليك».