هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات على شخصيات رفيعة في جنوب السودان بسبب تحركات قال إنها تهدد الأمن والاستقرار بعد أن فشل زعماء البلاد في الوصول إلى اتفاق سلام، بينما انتقدت جوبا ذلك واتهمت واشنطن بقيادة حملة ضدها. وغداة تمديد ولايته لثلاث سنوات وإلغاء الانتخابات التي كانت مزمعة في حزيران (يونيو) المقبل، قال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، إن تهديد الأممالمتحدة بفرض العقوبات على بلاده وكبار المسؤولين فيها لن يثنيه عن الرد على خصومه. وقال كير أمام تجمع للقيادات الشبابية في جوبا: «هذه المرة إذا هاجمت قوات رياك (مشار) قواتي من جديد سأقاتلهم حتى يُقضى عليهم.» وأضاف: «لن نتوقف حتى لو فُرضت العقوبات على جنوب السودان لأننا ببساطة نقاتل دفاعاً عن النفس». وأكد مجلس الأمن «مجدداً نيته فرض أي عقوبات قد تكون ملائمة رداً على الوضع وقد تشمل حظر أسلحة واختصاص شخصيات كبيرة مسؤولة عن تحركات أو سياسات تهدد سلام جنوب السودان أو أمنه أو استقراره». وأضاف المجلس في بيان أن الهدف من التهديد بفرض عقوبات هو تشجيع الحكومة والمعارضة على تشكيل حكومة انتقالية وحضَّ طرفي الصراع على وقف العمليات العسكرية وأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. في المقابل، اتهمت دولة جنوب السودان، الولاياتالمتحدة بشن حملة عدائية ضدها، وقال سفير جوبا لدى مجلس الأمن فرانسيس دينق، إن «العقوبات في هذا المنعطف الحرج من التاريخ لن تؤدي سوى لتدمير الاقتصاد وزيادة الضغوط الاقتصادية على أناس يعانون ويشعرون باليأس بالفعل». وأضاف: «من المفارقات أن الولاياتالمتحدة التي ساعدت جنوب السودان في الحصول على استقلاله عام 2011 تقود في هذه المرحلة نوعاً من العداء تجاه بلدنا». كما اتهمت جوبا المتمردين بزعامة رياك مشار بحشد قواتهم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط وقصف بانتيو عاصمة الولاية ومواقع أخرى فيها. وقال نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني، إن حكومته قدمت تنازلات كبيرة من أجل السلام لكن مشار عرقل ذلك. واتهم زعيم المتمردين بالسعي الى الحصول على منصب نائب الرئيس وتجريد الرئيس سلفاكير ميارديت من سلطاته حتى يصبح رئيساً بلا سلطات. وأكد أنه لن يتنازل عن منصبه لمشار، واتهم المجتمع الدولي بتضخيم الحرب في بلاده، موضحاً أن عدداً كبيراً من دول أفريقيا يوجد بها تمرد ونزاعات ولديها لاجئون ونازحون. انتخابات السودان على صعيد آخر، هدد القائد العسكري لقوات متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» عبد العزيز الحلو، بشنّ حملة لمنع إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان، بينما اشتعلت المواجهات القبلية في إقليم دارفور وخلّفت عشرات القتلى والجرحى. وقال الحلو في تسجيل مصوَّر بثته مواقع قريبة من المتمردين، إن الانتخابات لن تجري في جنوب كردفان، وأمر قواته بتنفيذ مهامها العسكرية لمنعها في كل أنحاء الولاية. وأضاف أن الرئيس عمر البشير يريد التمديد لنفسه خمس سنوات أخرى «ولن نسمح بذلك»، مؤكداً وجود تصدعات وصراع مراكز قوى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مشيراً إلى إبعاد نائب الرئيس السابق علي عثمان طه، ومساعده السابق نافع علي نافع من موقعيهما في الحزب والحكومة العام الماضي. إلى ذلك، رحبت دول الترويكا «الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج» بموافقة الحكومة السودانية والمعارضة بشقيها السياسي والمسلح، على المشاركة في مؤتمر حوار تحضيري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأحد المقبل. وقالت دول الترويكا في بيان، إن المؤتمر المرتقب يمكن أن يكون منصة تتيح للفرقاء السودانيين تحديد إطار وأهداف الحوار الوطني وجدوله الزمني، وحضت القيادة السياسة على ضمان إتاحة الوقت لتهيئة البيئة اللازمة للوفاء بوعودها بإجراء حوار حقيقي وشامل.