على رغم توقيع اتفاق لوقف النار الأسبوع الماضي، اندلعت مواجهات جديدة بين القوات الحكومية والمتمردين في ولايتي جونقلي والوحدة في جنوب السودان أمس، وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاك الاتفاق الذي بدأ تنفيذه منذ أربعة أيام، في حين هدد وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بفرض عقوبات على المسؤولين عن خرق الهدنة. واتهم المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير، المتمردين بارتكاب «انتهاكات متعددة لوقف النار في جونقلي ما أدى إلى مواجهات، سقط لهم أكثر من مئة على أثرها». وأطلع عضو فريق وسطاء «إيغاد» الكيني لازاراس سمبيو، رئيس دولته أوهورو كينياتا على نتائج اتفاق حكومة جنوب السودان والمتمردين. وقال سيمبيو إن الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار سيقومان بدور قيادي في تحديد جدول أعمال الخطوة التالية من عملية السلام، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي سيعمل بجد لضمان التزام الطرفين بالهدنة ولن يتسامح بعودة القتال بينهما. وأضاف أن عقوبات ستُفرض على الطرف الذي يتحمل مسؤولية خرق الهدنة، قد تشمل المنع من السفر إلى الخارج، مؤكداً أن الوساطة ستحيل الملف على الأممالمتحدة. من ناحية أخرى، أكد زعيم المتمردين رياك مشار أن وقف إطلاق النار الذي وقعه مع جوبا سيظل غير مكتمل «ما لم تغادر كل القوات الأوغندية جنوب السودان إلى الأبد». وقال مشار في حسابه على موقع «تويتر» إن الاتفاق الذي وقِع في أديس أبابا كان من شأنه أن يشكّل بيئة مواتية للمفاوضات. في المقابل، دافع رئيس برلمان جنوب السودان مناسا مغوك عن نشر قوات أوغندية في بلاده، مؤكداً أن هناك اتفاق دفاع مشترك بين كمبالا وجوبا موقّع قبل انفصال الجنوب عام 2011. من جهة أخرى، باشرت منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس أمس، محادثات مع المسؤولين في جوبا. وستلتقي المسؤولة الدولية خلال زيارتها إلى جنوب السودان التي تستغرق ثلاثة أيام، كبار المسؤولين وعمال الإغاثة الدولية، في محاولة لتيسير إيصال المساعدات والتشديد على «ضرورة حماية المدنيين».